"تذكّر الرقّ من خلال الاعتراف بتاريخ المتحدّرين من أصول أفريقية وإسهاماتهم". تحت هذا العنوان، تحيي الأمم المتحدة اليوم في الخامس والعشرين من مارس/ آذار 2017 "ذكرى ضحايا الرقّ وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي".
وهذا اليوم العالمي يُعدّ فرصة لتكريم ذكرى هؤلاء الذين ذاقوا ويلات نظام الرقّ القاسي أو لقوا حتفهم فيه. كذلك يهدف إلى التوعية حول أخطار العنصريّة والتحيّز في هذا العصر.
لأكثر من 400 عام، وقع أكثر من 15 مليون رجل وامرأة وطفل ضحايا لمأساة تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، التي تعدّ واحدة من أظلم فصول التاريخ البشري. وقد عُدّت تجارة الرقيق عبر الأطلسي من ضمن أسوأ انتهاكات حقوق الإنسان خلال التاريخ، نظراً إلى طول أمدها (أربعمائة عام) وحجمها (نحو 17 مليون شخص باستثناء أولئك الذين لقوا حتفهم في أثناء نقلهم) بالإضافة إلى أنّها اكتسبت شرعيّة من خلال القوانين التي وضعت في ذاك الزمن.
في السياق، تؤكّد الأمم المتحدة على أنّ تجارة الرقيق عبر الأطلسى مثّلت أكبر عملية ترحيل في التاريخ، وغالباً ما يُشار إليها على أنّها النموذج الأوّل للعولمة.
أمّا العنوان الذي يأتي تحته اليوم العالمي هذا العام (2017) فيركّز على نتائج محدّدة لتجارة الرقيق عبر الأطلسي، خصوصاً تأثير الطرق التي استُعبد من خلالها الأفارقة وأحفادهم على تشكيل المجتمعات في كلّ أنحاء العالم، بما في ذلك التكنولوجيا والثقافة. كذلك يسلّط الضوء على روح المثابرة وابتكارات الناس المستمرّة في المجتمعات المحليّة المتضرّرة من تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي.
تجدر الإشارة إلى أنّ تجارة الرقيق ما زالت ناشطة اليوم وإن اختلفت أشكالها ومسميّاتها.