وأضاف عصفور: "يستقطبون من خلالها المجاهدين ويستهدفون المدنيين والأبرياء بحجة الجهاد فى سبيل الله"، متابعا "على الأزهر ألا يعتبر نفسه سلطة دينية يسلط سيفه على رقاب المواطنين، خصوصا الذين يخالفونه ويعارضونه".
وقال في تصريحات صحافية أمس الأحد، "خطاب الأزهر لا بد أن يتسم بالسماحة والمودة واللين مع الآخرين، ويتماشى مع العصر، ويسير على منوال المغرب التى قررت تعديل مناهجها وحذف الآيات القرآنية التي تحث على الجهاد واستبدالها بآيات أخرى تدعو للتسامح والغفران في المناهج الدراسية".
لافتا إلى أنه "لا يجوز للأزهر أن يعمل حملات دعائية للمؤسسة، سواء كانت في الشارع أو عبر الفضائيات، ولا أن يسعى إلى تلميع نفسه والظهور في ثوب جديد".
وأثارت دعوة عصفور غضب كثيرين، منهم د.عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وهو أحد أساتذة الأزهر المقربين من السلطة الحالية في مصر، والذي وصف الدعوة بـ"التهريج الفكري".
وقال خلال مداخلة هاتفية ببرنامج تلفزيوني مصري، أمس: "هذا نوع من أنواع التهريج الفكري. هو يعلم أن القرآن الكريم ليس ملكا لأحد، لا له ولا للأزهر ولا لداعش، سيظل القرآن سراجاً منيراً للعالم كله، بحفظ الله ليس بحفظ جابر عصفور ولا الأزهر".
وأشار النجار إلى أن "الأزهر كلما تعرض للهجوم، زاد قوة، والإسلام لو كان ديناً هشاً لانتهى في عقود قليلة، وإنما هو دين قوي محفوظ بحفظ الله عز وجل"، لافتا إلى أن "ذلك هدم للدين، وليس تصحيحاً لمفاهيم خاطئة عن القرآن الكريم".
بينما شدد أستاذ العقيدة في جامعة الأزهر، عبد المنعم فؤاد، على أنه "لا أحد يستطيع حذف حرف واحد من كتاب الله تعالى". مضيفاً في تصريحات تلفزيونية، أمس، "إذا كان القرآن لا يعجب جابر عصفور، فالوليد بن المغيرة زعيم الكفار يقول شعراً في القرآن الكريم، مشيرًا إلى أن حديثه يحتاج إلى مراجعة هادئة، ليعلم المجتمع من يقولون الباطل على الأزهر".
وكان السيسي قد اتهم المسلمين بأنهم مصدر الإرهاب في العالم، وذلك خلال احتفالية "ليلة القدر 2015"، قائلا: "مش مليار و300 مليون مسلم هيحاربوا العالم كله"، كما قال في احتفالية ليلة القدر 2016 إنه "مكث 5 سنوات يدرس معتقده من أجل التأكد منه"، مضيفاً، خلال خطابه الأربعاء الماضي، في احتفال أقيم بوزارة الأوقاف: "إن المسلمين الأوائل تصدوا وقاموا بتنقية علم الحديث واستبعدوا 600 ألف حديث، ولم يخافوا من المساس بأحاديث الرسول".