وكشفت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن الوزارة طلبت مهلة للرد على طلب المجلس، وسط توجه قوي لقبوله، خاصة وسط وجود حراك اجتماعي لوقف العمل بنظام إغلاق المحال وقت الصلاة، والذي تم بطلب من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وليس وفق قانون رسمي.
وطالب مجلس الشورى قبل عامين، بعدم إغلاق المنشآت الطبية والصيدليات والمراكز التجارية وقت الصلوات ضمن مشروع مناقشة لائحة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، غير أن الهيئة لم تلتزم حينها بالمشروع.
وتغلق المراكز التجارية والمصارف ومحطات الوقود والمطاعم وحتى الصيدليات والدوائر الحكومية في السعودية أبوابها قبل دقائق من دخول وقت الصلاة، لمدة تراوح بين 30 إلى 45 دقيقة، وتطلب من الزبائن الموجودين في المكان الإسراع في دفع الحساب أو المغادرة، خوفاً من وصول رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو المكوث داخل المحل إذا كان كبيرا لحين الانتهاء من الصلاة، مع إغلاق الأبواب عليهم.
وكانت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تُسير دوريات لإغلاق المحلات خلال أوقات الصلاة، وتقوم باعتقال من لا يغلق محله، قبل أن تقوم بنقله إلى أقسام الشرطة، وهناك يتم إطلاق سراحه بعد أن يؤخذ عليه تعهد بعدم فتح المحل وقت الصلاة.
ويؤكد الباحث الاجتماعي الدكتور محمد العتيقي، لـ"العربي الجديد"، أن هذه الممارسات تراجعت بشكل كبير خلال الفترة الماضية، ويقول: "منذ أن تم تحجيم صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسحب صلاحية الاعتقال من عناصرها، تراجعت هذه الممارسات، ولم يعد أحد يقبض على الذين لا يتجهون إلى المسجد، ولكن ما زال عمال المحلات من العمالة الوافدة يخشون من القبض عليهم".
ويشدد العتيقي على أن المشكلة تظهر أكثر في وقت صلاتي المغرب والعشاء، ويضيف: "لا يفصل بين المغرب والعشاء وقت طويل، وبالطريقة الحالية لا تفتح المحلات بعد صلاة المغرب إلا عند الساعة السابعة، ثم تعود لتغلق من جديد عن السابعة والنصف بحجة الاستعداد لصلاة العشاء، وتُفتح مجددا بعد الساعة الثامنة، عندها يكون الوقت تأخر، وخاصة أن غالبية العاملين في المحلات لا يذهبون للمسجد للصلاة، بل يصلون في محلاتهم، كما أن عددا كبيرا منهم ليسوا مسلمين في الأصل".
من جهته، استغرب الداعية الإسلامي محمد السهيمي، إصرار البعض على إغلاق المحلات وقت الصلاة لغير صلاة الجمعة، قائلا لـ"العربي الجديد"، إن تحريم البيع والشراء بعد الأذان أمر خاص بصلاة الجمعة فقط، وليس كل الصلوات، معتبرا ما يحدث "مجرد بدعة، لأن الإغلاق لم يفعل في صدر الإسلام، والإشكالية في الإجبار وليس في أن يفعله الشخص من تلقاء نفسه".
ويضيف: "هناك ضرر على الناس، والشريعة جاءت برفع الضرر، ويتمثل هذا في تقليل الوقت المتاح للتسوق، وفيه ظلم واضح بحق أصحاب المحلات".
على الجانب الآخر، ما زال عدد كبير من المنتسبين إلى التيار الديني يتشددون في ضرورة إغلاق المحلات وقت الصلاة، معتبرين أنها واحدة من مظاهر الإسلام التي يجب عدم المساس بها.