كثيرون ينتقدون وينددون بانتشار الفضلات والنفايات على الشواطئ الجزائرية، خاصة تلك التي يتعذر على الجهات الرسمية الاعتناء بها، لكن في مقابل ذلك "لا يبادرون من أجل بيئة نظيفة"، بحسب عبد الهادي علوان، وهو أحد الشباب المبادر إلى تنظيف شواطئ مدينة عنابة.
يقول علوان لـ"العربي الجديد": "إنها مبادرة جيدة ومحفزة وخصوصا لفئة الشباب والأطفال بعد سنة من الدراسة، وقد اخترنا لمجموعتنا اسم (بلادي نظيفة) منذ انطلاق موسم الاصطياف في الخامس من شهر يوليو/تموز الجاري، بهدف إعادة ملامح الجمال لشواطئ مدينة عنابة التي فقدت الكثير من سحرها رغم أنها تتوفر على شواطئ ومناظر طبيعية من جبال وغابات".
وانخرط العشرات من الشباب والأطفال في هذه المبادرة التي لم تكن سوى التفاتة بسيطة لتتسع رقعة الاهتمام والتحفيز من أجل شواطئ نظيفة، بحسب تصريح السيد رضا بوخزار، لـ"العربي الجديد"، الذي اعتاد أن يشتغل منشطا ترفيهيا يعمل على تحفيز الأطفال من أجل نظافة شواطئ تشوهها النفايات وتمنع المصطافين من قضاء فترة مريحة.
وانخرط أكثر من 1500 شاب وطفل في هذه المبادرة التي شهدتها شواطئ عنابة وسكيكدة وجيجل وبجاية وتلمسان ومستغانم وبومرداس، وهي العملية التي واكبتها العديد من الجمعيات التطوعية والتحسيسية لأهمية تنظيف الشواطئ، فالاستفادة منها ستكون جماعية، كما قال زين الدين بدوي، لـ"العربي الجديد"، حيث تشرف عليها عدة جمعيات شبابية عبر مختلف الولايات الجزائرية لإعادة تهيئة الشواطئ وتنظيفها وإعدادها لاستقبال المصطافين والسياح، والقيام أيضا بتوزيع المظلات والطاولات بشكل مرتب، حتى يتم استغلالها من قبل السياح والمصطافين، على مستوى الشواطئ المطلة على البحر والساحل الجزائري.
ودفعت المبادرة الجمعيات والشباب إلى التنافس حول أجمل شاطئ في الجزائر، وهي المسابقة التي بدأت بوادرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما تعكف وزارة البيئة على تثمينها بهدف الحفاظ على البيئة وتخليق المشاركة بروح المجموعة والمبادرة الإيجابية التي قد تتوسع إلى منافسات أخرى يشارك فيها الشباب، ليكون الفوز في نهاية فصل الصيف هو جائزة تربطهم أكثر بمحيطهم.