أعلن مسؤول كبير بالأمم المتحدة أن عمالاً بالأمم المتحدة ووكالات إغاثة شاهدوا أشخاصاً يتضورون جوعاً في منطقتين سوريتين محاصرتين حيث وصلت مواد إغاثة أمس الإثنين.
كانت قافلة إغاثة قد دخلت بلدة مضايا حيث تحاصر قوات الحكومة آلاف الأشخاص منذ أشهر بدون إمدادات. وأفادت تقارير بأن أشخاصا لقوا حتفهم من الجوع.
وقال يعقوب الحلو منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سورية، وهو في مضايا للإشراف على عملية توزيع غذاء على أكثر من 40 ألف شخص، إنه تلقى تقارير أيضاً - لم يتسن تأكيدها - تشير إلى أن 40 شخصاً على الأقل لاقوا حتفهم من الجوع.
وقال الحلو عبر الهاتف من مضايا: "رأينا بأعيننا أطفالا يعانون سوء التغذية الحاد. أنا متأكد أن هناك أشخاصاً أكبر سناً يعانون سوء التغذية أيضاً، وهناك مجاعة"، ولفت إلى أن عمال إغاثة شاهدوا أيضا حالات جوع في الفوعة وكفريا. وقريتا الفوعة وكفريا يقطنهما نحو 20 ألف شخص وتحاصرهما فصائل المعارضة، واستقبلتا أيضاً مساعدات إغاثة ضمن قافلة أمس الإثنين.
اقرأ أيضاً: أطباء بلا حدود: وفاة 23 مريضاً جوعاً في مضايا
وشملت مواد الإغاثة إلى مضايا في محافظة ريف دمشق، والفوعة وكفريا في محافظة إدلب بشمال غرب سورية على بعد 300 كيلومتر، 65 شاحنة محملة بالإمدادات الطبية والغذاء.
وقال الحلو إن عملية كبيرة أخرى لإرسال القمح والطحين والإمدادات الطبية ومواد غير غذائية لهذه المناطق ستستكمل يوم غدٍ الخميس.
وأفادت أنباء بوفاة عشرات الأشخاص من الجوع أو نتيجة نقص الرعاية الطبية في مضايا الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة.
وقال نشطاء إن بعض السكان وصل بهم الحال إلى التغذي على أوراق الشجر. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور لأشخاص في حالة من الهزال يقال إنهم من سكان البلدة.
اقرأ أيضاً: مضايا من مدينة السياح إلى مدينة الأشباح
وقال الحلو إن عمال الإغاثة في مضايا سيقومون بعملية توزيع المواد الغذائية بطريقة مقبولة على الرغم من عدم وجود الأمم المتحدة على الأرض، مضيفاً "هناك طريقة منظمة نسبياً لتسجيل الأسر، وسيلعب المجتمع نفسه دوراً هاماً جداً في التأكد من أن الغذاء يصل إلى الأشخاص المستحقين".
وذكر الحلو أن العملية جرى الاتفاق عليها بين الأطراف المتحاربة، وتتولى أمرها الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري لتقديم غذاء يكفي لمدة شهر كخطوة أولى، متابعاً "علينا أن نواصل إرسال المساعدة الإنسانية للأشخاص في هذه المناطق المحاصرة على أساس دائم".
وأوضح الحلو أن هناك 400 ألف سوري على الأقل يعيشون في مناطق محاصرة، نصفهم في مناطق خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة دير الزور بشمال سورية، والباقون في مناطق خاضعة لفصائل المعارضة المسلحة في الريف الجنوبي للعاصمة دمشق.
وقال المسؤول بالأمم المتحدة المقيم في دمشق "يجب علينا أن نصل إلى كل السوريين في كل أجزاء سورية للمساعدة في تخفيف تأثير الأزمة على الناس". وألقى باللوم على الأطراف المتحاربة في عمليات الحصار في مختلف أنحاء البلاد.
وقالت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة إن حربا بالحصار تستخدم "بطريقة منسقة ومدبرة بلا رحمة" في سورية بهدف إجبار السكان بشكل جماعي على الخضوع أو المعاناة من الجوع.
وقال الحلو "عمليات الحصار أمر فظيع، وهذا لا تنشره وسائل التواصل الاجتماعي بل نراه بأعيننا".
اقرأ أيضاً: مضايا تتمسك بالحياة