سجّلت مصالح الدفاع المدني أكثر من 150 حريقاً خلال اليومين الأخيرين، في عدد من ولايات الشمال الجزائري، في ظل موجة حرارة مرتفعة تضرب معظم الولايات، أهمها البليدة، تيزي وزو وبجاية وبومرداس وسكيكدة والطارف.
وذكر المدير المساعد المكلف بالإحصائيات والإعلام، العقيد عاشور فاروق، في تصريحات للإذاعة الجزائرية، اليوم الخميس، أنّ الحرائق طاولت الغابات في الجبال والأدغال والمحاصيل الزراعية، وخصوصا أشجار التين والزيتون والعنب، مضيفاً أن النيران أتت على أكثر من 888 هكتاراً من الغابات خلال الـ24 ساعة الماضية.
كما كشف أنه خلال الفترة الممتدة ما بين (1 يونيو/حزيران إلى 26 يوليو/تموز الماضي) تم إحصاء 1028 حريقاً تسببت في إتلاف 2423 من المساحة الغابية، و2682 هكتاراً من الأدغال و1347 هكتاراً من المحاصيل الزراعية وأزيد من 118 ألف شجرة مثمرة.
كما عزا المتحدث سبب اندلاع هذه الحرائق إلى "ارتفاع الحرارة وسرعة الرياح" التي أدت بشكل كبير إلى اندلاع الحرائق وانتشارها بسرعة، ما اضطر إلى التنسيق ما بين مصالح الدفاع المدني والجهات الأمنية، وعلى رأسها عناصر الجيش الجزائري، لإنقاذ الأراضي من ألسنة اللهب.
ودعت مصالح الدفاع المدني الجزائري المواطنين إلى "الالتزام بقواعد وقائية لتفادي ضربات الشمس، بسبب ارتفاع درجات الحرارة المرتقبة خلال الأيام القادمة"، حيث تتوقع الأرصاد الجوية ارتفاعا ملحوظا للحرارة.
وفي السياق، وجّه الأطباء تعليمات بعدم التعرض لأشعة الشمس، خاصة الأشخاص المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة والأطفال، وتجنب الخروج والتنقل إلا في حالات الضرورة، والخروج في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من المساء، خاصة في الولايات الداخلية، والبقاء تحت الظل قدر المستطاع.
كما شدد المختصون على ضرورة شرب المياه بانتظام، خاصة الأطفال والأشخاص المسنين، وعدم انتظار الشعور بالعطش.
جدير بالذكر أن الجزائر شهدت خلال شهر يوليو/تموز الماضي العشرات من الحرائق على مستوى عدة مناطق، تسببت في إتلاف الآلاف من الهكتارات من الأراضي الزراعية والقضاء على الثروة الحيوانية في عدة ولايات، وبخاصة في ولايات تيزي وزو وبومرداس وجيجل، فيما تعهدت الحكومة الجزائرية بتقديم تعويضات مادية للمتضررين.
كذلك، تسببت الحرارة بالجزائر في انقطاع متكرر للتيار الكهربائي بسبب الاستهلاك الواسع للجزائريين لهذه المادة الحيوية، وبخاصة في استعمال المكيفات وآلات التبريد، وهو ما دفع الشركة الجزائرية للكهرباء والغاز إلى توجيه إرشادات للمواطنين بهدف ترشيد الاستهلاك.