ظهرت مصطلحات جديدة في قاموس الخطاب السياسي والاجتماعي في الجزائر، منذ بدء المحاكم فتح قضايا الفساد، وملاحقة كبار رجال الأعمال وكبار المسؤولين السابقين في نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، أبرزها مصطلح "المنجل".
ويكرر ناشطون في الحراك الشعبي أن القضاء الجزائري باشر في "منجلة" رموز الفساد وشخصيات كانت في وقت سابق لها اليد الطولى في قرارات السياسة والمال والأعمال، بعد أن تم قطع مصادر قوتهم بعد انتهاء حكم بوتفليقة.
وقال الناشط محمد بسعة لـ"العربي الجديد"، إن "تكرار استعمال لفظ المنجل منذ بدء المحاكمات للتعبير عن تنحية الفاسدين دليل على الإصرار على عدم الاستسلام للعصابة السابقة"، مضيفا أن "الأصوات ارتفعت عاليا منذ تحويل الجنرالين محمد مدين، وبشير طرطاق، وشقيق الرئيس السابق السعيد بوتفليقة إلى سجن البليدة غرب العاصمة".
وربط كثيرون حامل المنجل بالقضاء الذي سارع إلى فتح ملفات الفساد، والتحقيق في قضايا مرتبطة بمحيط الرئيس السابق، ويرى النائب السابق محمد صالحي أن "حامل المنجل هو رئيس الأركان قائد الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، وأن الوضع الحالي على مستوى المحاكم وعلى مستوى الساحة السياسية هو (غزوة المنجل)".
وتوقع ناشطون أن "منجل الفساد" سيمس عددا كبيرا من المسؤولين، بينهم وزراء سابقون ومحافظون ورؤساء دوائر وبلديات، وقال الناشط نورين عمارة إن "المنجل سيكون حادا هذا الأسبوع بعد الكشف عن قضايا الفساد التي استُدعي فيها رئيسا الحكومة السابقان أحمد أويحي، وعبد المالك سلال ووزراء سابقون".
ويرى أستاذ الاتصال بجامعة سيدي بلعباس، محمد دراجي، أن "تكرار استخدام المنجل في تعليقات النشطاء في وسائل الإعلام وفي مواقع التواصل، هو موقف سياسي بالدرجة الأولى"، مضيفا لـ"العربي الجديد"، أن "المنجل القاطع لرؤوس الفساد تعبير مجازي يستخدمه الشعب الجزائري لوصف ما يدور من حوله من عمليات تنظيف للمحيط السياسي والمالي".
وقال عضو الحركة الوطنية للطلبة الجزائريين، عبد الغني بلاش، إن "دور المنجل حاليا هو حصد الخير بقطع رموز الفساد، وتقليص بؤر الشرّ التي عاثت في البلاد فسادا طيلة عقود"، مضيفا أنه "منذ بدء الحراك الشعبي في فبراير/شباط الماضي، صار للمنجل رمزية كبيرة لأنه يستأصل الفاسدين".