وأطلق المتظاهرون هتافات طالبت "رئيس الجمهورية ميشال عون بالرحيل"، وردّدوا كباراً وصغاراً "عهدك والله عهد الذلّ، يلا إرحل ميشال عون"، داعين إلى "إسقاط المنظومة السياسية الفاسدة بأكملها". وقالوا: "ما بدنا (نريد) أستذة، تشبيح وبلطجة، ساحة النجمة إلنا ورح منفوتها (ندخلها) مشي (سيراً على الأقدام)"، في إشارة إلى مكان وجود المجلس النيابي. وأطلقوا صرخة تستنكر انعدام الخدمات وضيق الأحوال المعيشية "شبعنا فقر، شبعنا جوع، لا كهرباء ولا مي، لا بنزين ولا دولار، نزلوا ثوار تشرين الأول ضد الفساد تنادي، بدنا نعيش بكرامة ورح يرجعوا المغتربين ونبني الحلم اللبناني". كما ندّدوا بالسياسات المالية وبحاكم مصرف لبنان، قائلين: "رياض سلامة حرامي طلّع لليرة روحها".
وتأسف بريفان معتوق، في حديثها لـ "العربي الجديد"، لـ"عدم تحرك الطبقة السياسية حتى اليوم، على الرغم من كل ما نشهده من انهيار. لذلك، جئنا لنؤكّد أنّنا مستمرون، فالثورة لا تموت، ولن نتنازل عن مطالبنا المحقّة. نريد أن نترك إرثاً لأبنائنا. كفانا سنوات ضائعة من أعمارنا".
وأبدت الطالبة الجامعية سارة سفر استياءها "لما نشهده من مماطلة في تشكيل الحكومة، فالشعب يزداد فقراً وجوعاً، والمصارف تحتجز أموالنا، ونحن غارقون في الظلمة والنفايات وغيرها من المشاكل اليومية".
و
كان المحتجّون قد استبقوا تحرّكاتهم بوقفة تضامنية مع الرئيس السابق لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية عصام خليفة، الذي يواجه دعوى مقدّمة من رئيس الجامعة فؤاد أيوب بجرم "شهادة زور"، فتجمّعوا في ساحة الشهداء وسط العاصمة "احتجاجاً على القمع الذي يتعرض له من السلطة الفاسدة".
وردّد المتظاهرون هتافات داعمة لخليفة ومناهضة لأيوب، حاملين لافتاتٍ كُتب عليها "كلنا عصام خليفة"، و"عصام خليفة أيقونة الجامعة اللبنانية".
ويقول العضو السابق في هيئة التنسيق النقابية محمد قدوح لـ "العربي الجديد": "من المعيب ملاحقة عصام خليفة ووضعه في قفص الاتهام، في حين أنّه ذاكرة الجامعة اللبنانية طالباً وأستاذاً ومتقاعداً. من المعيب أن نصل إلى هذا الدرك على المستوى القضائي"، آملاً أن "تؤسّس الانتفاضة الشعبية لمرحلة جديدة تضمّ أمثال خليفة".
وتؤكد المحامية هلا مكرزل، لـ"العربي الجديد"، أنّ "المطلب الأساسي هو القضاء المستقل، الذي يُعدّ المدماك الرئيسي لقيام الدولة الحقيقية". في السياق، يقول المهندس فهد طوق: "عصام خليفة من أنبل وأجرأ الأشخاص، وهو أكبر مناضل من أجل الشعب والفقراء والطلاب والأساتذة".