"الدمار الذي حدث في المدينة يسمى سياسة تهجير"، يقول ابن جسر الشغور محمود شريقي الذي دمرت الطائرات بيته وبيت أقاربه، موضحاً، لـ"العربي الجديد"، اليوم الاثنين، أنّ "المدينة خاوية على عروشها، إلا ممن عجزوا عن تأمين ثمن السفر للخارج، وآخرين ممن لا يملكون ثمن الإيجار".
ويضيف: "دمار شامل حدث في المدينة، ومن بقوا فيها يعيشون تحت خط الفقر ولم يخرجوا منها حتى اللحظة رغم قصف الطائرات، ولم تقدم لهم أي منظمة المساعدة أو حتى حصصاً غذائية ليستمروا في حياتهم، وبالتالي فإن لم تقتلهم الطائرات سيقتلهم الجوع".
ويوضح شريقي أنّ "جسر الشغور تحولت إلى مدينة أشباح، بسبب نزوح معظم أهاليها، إذ توزع النازحون على مناطق الحمامة والملند ودركوش وزرزور والجديدة وبعض القرى القريبة منها.
وكان المجلس المحلي لمدينة جسر الشغور، قد أعلن، في بيان، أنّ "المدينة منكوبة"، وهو عاجز عن تقديم الخدمات لأهلها، فقد نزح منها، بحسب المجلس، نحو خمسين ألفاً، إذ يبلغ عدد سكان المدينة نحو 40 ألفاً، كما تستضيف عدداً كبيراً من النازحين والمهجرين من باقي المناطق.
وفي بيانه، أكد المجلس المحلي، أنّ الطائرات الحربية دمرت نحو 15 مدرسة داخل المدينة فضلاً عن قصفها مراكز صحية ودوراً للعبادة، كما استهدفت الأسواق فيها والحدائق العامة، واصفاً ما جرى في المدينة بأنه "هولوكوست العصر"، إذ دمرت الطائرات في بضعة أيام ما استغرق بناؤه عشرات السنين.
وناشد المجلس المنظمات والهيئات الحقوقية والإنسانية، لوقف ما سمّاه "آلة القتل والتدمير"، مطالباً بحماية المدنيين وممتلكاتهم ودور عبادتهم ومشافيهم ومدارسهم.
وفي سياق متصل، أكد فريق "منسقو استجابة سورية"، في بيان، اليوم الاثنين، أن قوات النظام وروسيا استهدفت خلال الساعات الـ72 الماضية أكثر من 61 نقطة في كل من محافظات إدلب وحماة وحلب، مع التركيز على الريف الغربي لمحافظة إدلب وخاصة منطقة جسر الشغور، إذ تسبب القصف والاستهداف بمقتل 19 مدنيا بينهم 10 أطفال، مع تسجيل 42 إصابة بصفوف المدنيين.
ووثق الفريق نزوح نحو 21 ألف نسمة خلال الساعات الماضية من المناطق التي تتعرض للقصف، مؤكدا أن أعداد النازحين أكبر من الأعداد المذكورة نتيجة صعوبات التنقل والتوثيق التي يعانيها الفريق.
Facebook Post |
وتطل مدينة جسر الشغور على نهر العاصي، وبلغ عدد سكانها عام 2010، 44 ألف نسمة، وهي تقع على تخوم سهل الغاب من الشمال وتعد نقطة التقائه بمحافظة إدلب، كما تتاخم السفوح الشرقية لجبال اللاذقية، وهضبة القصير من الشمال، وتشتهر بينابيع المياه العذبة التي تغذيها ومنها ينابيع قرية اشتبرق التي تبعد عنها نحو 3 كيلومترات وآبار قرية المعلقة شرقها.