في السنوات الماضية، كانت حدائق كابول، عاصمة أفغانستان، قليلة العدد، ضعيفة التجهيز، لكنّ ذلك تغير أخيراً، إذ ازدادت عدداً منذ أن بدأت البلدية تهتم بها. كذلك بدأ القطاع الخاص الاستثمار فيها أيضاً، نظراً لإقبال السكان عليها. ويقصد آلاف الأشخاص من الرجال والنساء والأطفال تلك الحدائق للتنزه يومياً، بالرغم من أن معظمها غير آمن بعد، للنساء خصوصاً.
في كلّ الأحوال، اعتاد سكان العاصمة التوجه إلى خارجها بحثاً عن أماكن سياحية. يحملون، في معظم الأحيان، أواني الطبخ ويخرجون من العاصمة، وتكون رحلتهم يومي الخميس أو الجمعة عادة، إذ إنّهما يوما إجازة، لكنّهم في رحلتهم تلك يخلقون أزمة سير على الطرقات الرئيسية كالطريق الممتد بين مديرية بغمان، المصيف الأفغاني الشهير، ومدينة كابول، وكذلك الطريق الرئيس الممتد بين إقليم بروان وكابول، إذ إنّ في الإقليم عدة أماكن وحدائق للتنزه يتوجه إليها سكان العاصمة.
في هذا الصدد، يقول حبيب الله، وهو صاحب متجر في منطقة كمبني لـ"العربي الجديد"، إنّه بسبب توجه أعداد كبيرة من المواطنين إلى مديرية بغمان من أجل التنزه والسياحة في يومي الخميس والجمعة، ثمة مشاكل كبيرة في حركة السير، وعادة يصبح الطريق مغلقاً، ويبقى كذلك عدة ساعات في بعض الأحيان.
ويضيف حبيب أنّ ذلك لا يسبب خسارة للتجار على امتداد الطريق فحسب، بل لعامة المواطنين أيضاً، ولا سيما سكان تلك المنطقة، لأنّ تنافساً يحصل بين السيارات على الطريق إلى مصيف بغمان وعند الإياب، وبالتالي تقع حوادث صدم للأطفال بالسيارات، وهو ما أدى إلى مقتل العديد من الأطفال وإصابتهم، وهذا ما أثار غضب المواطنين.
لكن، في المقابل، وبغضّ النظر عمّا ينجم عن الحركة في اتجاه الأماكن السياحية من ضرر، فإنّ تلك الأماكن، نظراً لرغبة سكان العاصمة تحديداً في الذهاب إليها، تشهد نقلة نوعية. فإلى جانب كونها متنفساً للسكان، فإنّها توفر فرص عمل عديدة. في هذا الصدد، يقول السائق محمد سخي، الشهير باسم "كاكا"، أي العم، لـ"العربي الجديد": "قلما تمرّ عطلة أسبوعية من دون أن أوصل عدداً من طلاب الجامعة أو الشباب عموماً إلى مديرية بغمان، حيث الأماكن السياحية عديدة وجميلة، والمكان معروف بطقسه اللطيف، وعيون الماء الصافية، وتحيط به جبال من كلّ الأطراف، أو إلى منطقة صياد المعروفة بطبخ السمك، والجلوس بجانب مياه النهر العذبة، في إقليم بروان، شمالي كابول.
ويضيف سخي أنّ ما يكسبه خلال ذلك اليوم من الشبان، علاوة على السياحة وتناول الوجبة، كلّ ذلك جعله يحب مهنته، بالرغم من أنّه في أيام الأسبوع العادية يعاني لتحصيل رزقه في جولاته داخل كابول المزدحمة، التي يختفي فيها الركاب شيئاً فشيئاً بسبب انتشار السيارات الشخصية.
إلى جانب الأماكن السياحية، هناك حدائق كثيرة شهيرة داخل كابول يتوجه السكان إليها، ولا سيما مَن لا يريدون تحمُّل أعباء السفر إلى خارجها. من أشهر الحدائق "باغ بابر" الواقعة في قلب المدينة، ويصل إليها سكان كابول من كلّ الأطراف.
يعيش محمد زمين، وهو من إقليم لوجر، في كابول منذ عشرة أعوام، ويزور مرة في الشهر خلال يوم جمعة، حديقة "باغ بابر". تطبخ والدته الأرزّ الأفغاني الشهير "قابلي"، ويذهب معها برفقة شقيقاته الثلاث إلى الحديقة، فيمضون النهار هناك. أحياناً، يذهبون إلى أيام المهرجانات الأدبية في الحديقة نفسها. يقول زمين لـ"العربي الجديد" إنّ هذه الحديقة ليست عظيمة مثل حدائق الدول المتقدمة، بحسب ما نشاهد في التلفزيون، لكنّها أفضل الموجود، كذلك فإنّها أقرب إلى منزلنا، وهكذا لا نتحمل عناء السيارة وسط زحام كابول أو أجرتها.
اقــرأ أيضاً
من بين الحدائق الشهيرة أيضاً في كابول، ومن أكبرها، حديقة "زازي" الواقعة في منطقة أرزان قيمت، بضواحي العاصمة. وعلى الرغم من وقوعها خارج المدينة، إذ تبعد عن قلبها ساعة بالسيارة، فإنّ سكان كابول يحبون الذهاب إليها لسعتها الكبيرة ولوجود أماكن للتنزه فيها لشرائح مختلفة. فللأطفال ألعابهم، ولكبار السن أماكن مخصصة لهم. ونظراً لرغبة المواطنين في التوجه نحو أماكن التنزه والحدائق، بدأت بلدية العاصمة كابول تهتم بهذا القطاع أكثر فأكثر، كذلك فإنّ القطاع الخاص بدأ يستثمر في هذا الجانب.
في هذا الصدد، قالت الناطقة باسم البلدية نركس مومند، في بيان صحافي، إنّ بلدية كابول بدأت تهتم بهذا القطاع أكثر، وقد دشنت في الفترة الأخيرة 21 حديقة عامة ليصل عدد حدائق العاصمة في الوقت الراهن إلى 112 حديقة، مشيرة إلى أنّ القطاع الخاص يستثمر أيضاً في هذا المجال، بتسهيلات من الحكومة.
في كلّ الأحوال، اعتاد سكان العاصمة التوجه إلى خارجها بحثاً عن أماكن سياحية. يحملون، في معظم الأحيان، أواني الطبخ ويخرجون من العاصمة، وتكون رحلتهم يومي الخميس أو الجمعة عادة، إذ إنّهما يوما إجازة، لكنّهم في رحلتهم تلك يخلقون أزمة سير على الطرقات الرئيسية كالطريق الممتد بين مديرية بغمان، المصيف الأفغاني الشهير، ومدينة كابول، وكذلك الطريق الرئيس الممتد بين إقليم بروان وكابول، إذ إنّ في الإقليم عدة أماكن وحدائق للتنزه يتوجه إليها سكان العاصمة.
في هذا الصدد، يقول حبيب الله، وهو صاحب متجر في منطقة كمبني لـ"العربي الجديد"، إنّه بسبب توجه أعداد كبيرة من المواطنين إلى مديرية بغمان من أجل التنزه والسياحة في يومي الخميس والجمعة، ثمة مشاكل كبيرة في حركة السير، وعادة يصبح الطريق مغلقاً، ويبقى كذلك عدة ساعات في بعض الأحيان.
ويضيف حبيب أنّ ذلك لا يسبب خسارة للتجار على امتداد الطريق فحسب، بل لعامة المواطنين أيضاً، ولا سيما سكان تلك المنطقة، لأنّ تنافساً يحصل بين السيارات على الطريق إلى مصيف بغمان وعند الإياب، وبالتالي تقع حوادث صدم للأطفال بالسيارات، وهو ما أدى إلى مقتل العديد من الأطفال وإصابتهم، وهذا ما أثار غضب المواطنين.
لكن، في المقابل، وبغضّ النظر عمّا ينجم عن الحركة في اتجاه الأماكن السياحية من ضرر، فإنّ تلك الأماكن، نظراً لرغبة سكان العاصمة تحديداً في الذهاب إليها، تشهد نقلة نوعية. فإلى جانب كونها متنفساً للسكان، فإنّها توفر فرص عمل عديدة. في هذا الصدد، يقول السائق محمد سخي، الشهير باسم "كاكا"، أي العم، لـ"العربي الجديد": "قلما تمرّ عطلة أسبوعية من دون أن أوصل عدداً من طلاب الجامعة أو الشباب عموماً إلى مديرية بغمان، حيث الأماكن السياحية عديدة وجميلة، والمكان معروف بطقسه اللطيف، وعيون الماء الصافية، وتحيط به جبال من كلّ الأطراف، أو إلى منطقة صياد المعروفة بطبخ السمك، والجلوس بجانب مياه النهر العذبة، في إقليم بروان، شمالي كابول.
ويضيف سخي أنّ ما يكسبه خلال ذلك اليوم من الشبان، علاوة على السياحة وتناول الوجبة، كلّ ذلك جعله يحب مهنته، بالرغم من أنّه في أيام الأسبوع العادية يعاني لتحصيل رزقه في جولاته داخل كابول المزدحمة، التي يختفي فيها الركاب شيئاً فشيئاً بسبب انتشار السيارات الشخصية.
إلى جانب الأماكن السياحية، هناك حدائق كثيرة شهيرة داخل كابول يتوجه السكان إليها، ولا سيما مَن لا يريدون تحمُّل أعباء السفر إلى خارجها. من أشهر الحدائق "باغ بابر" الواقعة في قلب المدينة، ويصل إليها سكان كابول من كلّ الأطراف.
يعيش محمد زمين، وهو من إقليم لوجر، في كابول منذ عشرة أعوام، ويزور مرة في الشهر خلال يوم جمعة، حديقة "باغ بابر". تطبخ والدته الأرزّ الأفغاني الشهير "قابلي"، ويذهب معها برفقة شقيقاته الثلاث إلى الحديقة، فيمضون النهار هناك. أحياناً، يذهبون إلى أيام المهرجانات الأدبية في الحديقة نفسها. يقول زمين لـ"العربي الجديد" إنّ هذه الحديقة ليست عظيمة مثل حدائق الدول المتقدمة، بحسب ما نشاهد في التلفزيون، لكنّها أفضل الموجود، كذلك فإنّها أقرب إلى منزلنا، وهكذا لا نتحمل عناء السيارة وسط زحام كابول أو أجرتها.
من بين الحدائق الشهيرة أيضاً في كابول، ومن أكبرها، حديقة "زازي" الواقعة في منطقة أرزان قيمت، بضواحي العاصمة. وعلى الرغم من وقوعها خارج المدينة، إذ تبعد عن قلبها ساعة بالسيارة، فإنّ سكان كابول يحبون الذهاب إليها لسعتها الكبيرة ولوجود أماكن للتنزه فيها لشرائح مختلفة. فللأطفال ألعابهم، ولكبار السن أماكن مخصصة لهم. ونظراً لرغبة المواطنين في التوجه نحو أماكن التنزه والحدائق، بدأت بلدية العاصمة كابول تهتم بهذا القطاع أكثر فأكثر، كذلك فإنّ القطاع الخاص بدأ يستثمر في هذا الجانب.
في هذا الصدد، قالت الناطقة باسم البلدية نركس مومند، في بيان صحافي، إنّ بلدية كابول بدأت تهتم بهذا القطاع أكثر، وقد دشنت في الفترة الأخيرة 21 حديقة عامة ليصل عدد حدائق العاصمة في الوقت الراهن إلى 112 حديقة، مشيرة إلى أنّ القطاع الخاص يستثمر أيضاً في هذا المجال، بتسهيلات من الحكومة.