بعد سنوات من الفعاليات الشعبية والقانونية، تمكن الفلسطينيون في جنوب الضفة الغربية المحتلة، من تحرير قرية بقوش المهجرة، من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، التي استولت على تلك الأراضي وحولتها إلى معسكر لجيش الاحتلال.
وبعد أيام من انسحاب جنود الاحتلال الإسرائيلي من المعسكر الذي كانوا يقيمونه هناك، انطلق نشطاء المقاومة الشعبية الفلسطينية، إلى القرية من أجل استعادتها وبعث الحياة فيها، حيث أقاموا هناك البيوت والبساتين وآبار الميا، فيما سيرممون المنازل التي بقيت هناك على أنقاض القرية ولم يصلها دمار المعسكر.
حكاية قرية بقوش كما يقول ممثل اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم، حسن بريجية لـ"العربي الجديد" بدأت عام 2000 عندما اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية، بحيث هجرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي العائلات من القري، وسيطرت على منازلهم وأراضيهم قبيل تحويل القرية إلى معسكر لجيش الاحتلال، اغتيل على أعتابه عدد من نشطاء الفصائل الفلسطينية آنذاك.
وتقع القرية في موقع استراتيجي غربي بلدة الخضر جنوبي مدينة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة، وتبلغ مساحتها 2000 دونم (الدونم يساوي ألف متر) وغالبية أراضيها مزروعة بأشجار العنب واللوز وبعض أشجار الفاكهة كالخوخ والمشمش وغيرها.
وبعد سلسلة من الفعاليات والاحتجاجات والوقفات الشعبية التي نظمتها لجان المقاومة الشعبية هناك، إضافة إلى المتابعة القانوني، وجد جنود الاحتلال أنفسهم مجبرين على إخلاء تلك المساحات الشاسعة من الأراضي بحسب بريجية، وإعادتها لأصحابها الأصليين الذين يملكون أوراقا ثبوتية تثبت ملكيتهم لأراضيهم من زمن الحكم الأردني.
وحارب نشطاء المقاومة الشعبية في الضفة الغربية المحتلة الاستيطان الإسرائيلي وجيش الاحتلال الذي ينوي السيطرة على المزيد من أراضي الفلسطينيين، وينظمون بشكل أسبوعي ودوري تظاهرات شعبية بالقرب من المناطق التي يصدر الاحتلال أوامر بالسيطرة عليها. وعادة ما يشارك في تلك التظاهرات نشطاء ومتضامنون أجانب، وهذا ما يعزز دور الفلسطينيين في تشكيل الضغط على السلطات الاحتلال من أجل استعادة الأراضي المصادرة.
وقرية بقوش ليست الأولى التي يستعيدها الفلسطينيو، فسبق في الأشهر الماضية استعادة قرية شوشحلة التاريخية عند المشارف الجنوبية للمدينة. ويقول نشطاء المقاومة إن استعادة تلك القرى والأراضي المصادرة وإعادة الحياة إليها، ما هي إلا بداية من أجل استعادة الكثير من الأراضي التي يخشى أصحابها العودة إليها بسبب قربها من المستوطنات.
وينوي النشطاء بعد استعادتهم للقرية، إعادة الحياة البشرية إليها بعد أكثر من 16 عاماً من التهجير، إضافة إلى أنهم سيحولون أنقاض معسكر جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى مطعم، أو منتزه، أو مكان عام، يزوره الفلسطينيون والنشطاء الأجانب ليكون نموذجاً لقرى وبلدات فلسطينية تم السيطرة على أراضيها كمقدمة لاستعادتها.
"الفلسطينيون لن يتركوا أرضهم، سيعودون إليها، الفعاليات والاحتجاجات الشعبية مستمرة، لن تترك الأرض لشبح الاستيطان" يختم بريجية حديثه مع "العربي الجديد".