يعاني كثير من مستخدمي الطريق الرابط بين محافظة كركوك (شمال العراق)، والعاصمة بغداد، من مضايقات يفرضها عليهم عناصر أمن وأفراد مليشيات مسلحة، إذ يرغَم سائقو الشاحنات على دفع مبالغ مالية كـ "إتاوات" مقابل السماح لهم بالمرور أو مقابل عدم تعطيلهم يوماً أو حتى يومين دون سبب في طوابير على جانب الطريق.
ويقول طه التميمي، وهو سائق شاحنة لنقل البضائع من كركوك إلى بغداد، إنه يتعرض في كل مرة لعمليات ابتزاز تجعله يخسر ثلث أجرة سيارته تقريبا، مبينا لـ "العربي الجديد" أنه يضطر لدفع نحو 100 دولار أميركي لنقاط التفتيش المتعددة، والمليشيات المنتشرة على الطريق، في حين أن مجمل مبلغ أجرته لا يتجاوز 300 دولار أميركي.
ويبلغ طول الطريق نحو 300 كلم، وهو الطريق الرئيس الحالي الرابط بين كركوك والمدن الأخرى، مثل الحويجة ولعظيم وطوزخورماتو، وأكثر من 30 بلدة وناحية مختلفة وصولا إلى العاصمة بغداد، ويعتبر أيضا شريان توريد ونقل البضائع بين إقليم كردستان وباقي مدن العراق وكذلك البضائع القادمة من تركيا وإيران.
وهذا ما أيّده طارق عبد الغني وهو سائق شاحنة أيضا، حين تحدث عن وجود ساحات خاصة تديرها المليشيات في مناطق بمحافظة ديالى الواقعة على الطريق، مؤكدا لـ "العربي الجديد" أن الشاحنات المارة عبر طريق بغداد كركوك تجبر على المبيت في هذه الساحات التي تتقاضى نحو 60 ألف دينار عراقي (ما يعادل 50 دولارا أميركيا).
وأضاف: "ليس هذا فحسب، بل نضطر لدفع مبالغ في كل نقطة تفتيش أخرى نمر بها، وإلا فلن يسمح لنا بالعبور باتجاه بغداد".
إلى ذلك، قالت عضو البرلمان العراقي ناهدة الدايني، إنّ قيمة الإتاوات التي يتم فرضها على سائقي الشاحنات الذين يمرون على طريق بغداد كركوك تصل إلى 250 مليار دينار عراقي يوميا (ما يعادل 210 آلاف دولار أميركي)، مؤكدة في تصريح صحافي أنّ الآلاف من أصحاب الشاحنات يجبرون على دفع مبالغ مالية، مقابل السماح لهم بالمرور في هذا الطريق.
وبيّنت أن الأموال تدفع بشكل غير قانوني، تحت ذرائع مختلفة، من قبل قوى متنفذة فرضت سيطرتها على الطريق، مشيرة إلى أن التظاهرة التي نظمها سائقو الشاحنات في بلدة الخالص بمحافظة ديالى (الواقعة على طريق بغداد، كركوك)، مثلت صرخة مظلوم.
وحذرت من موجة غضب شعبية قد تنطلق في أية لحظة، بسبب الظلم الذي يتعرض له سائقو الشاحنات، مطالبة الحكومة العراقية بالتدخل وإلغاء جميع أطر الجباية غير الرسمية، ومحاسبة المخالفين.
وكانت بلدة الخالص قد شهدت خلال اليومين الماضيين، تظاهرات لمواطنين رافضين إرغامهم على دفع أموال بشكل غير قانوني أثناء مرورهم على طريق بغداد - كركوك.
وقال رئيس بلدة الخالص، عدي الخدران في وقت سابق، إن المتظاهرين منعوا مرور الشاحنات، وطالبوا الحكومة بإنقاذ أرزاق آلاف الأسر التي تضررت بسبب ما يجري على الطريق، موضحا أن المحتجين رفضوا الجباية غير القانونية.