وسط حرب ضروس تأكل الأخضر واليابس في سورية، منذ أكثر من خمس سنوات، حوّلت آلاف الأطفال الأبرياء إلى أيتام بائسين يفتقدون من يهتم بأمرهم، توفّر دار الأيتام الإسلامية التي تقع على مشارف مدينة حلب "شريان حياة" لهؤلاء الضعفاء الذين تسلل اليأس أو كاد إلى قلوب كثيرين منهم.
ولعدم وجود من يهتم بحالهم، فإنّ الكثير من الأيتام السوريين أصبحوا لقمة سائغة لمن يسعون لتجنيدهم في صفوف الجماعات المتطرفة.
وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة، إنّ بعض الأطفال الذين تقل أعمارهم عن السابعة يتلقون رواتب شهرية وهدايا، بهدف تشجيعهم على المشاركة مع جماعات بعينها في الحرب المحتدمة في البلاد.
وتجمع دار الأيتام الإسلامية في منطقة أعزاز (شمال حلب) الأطفال من القرى والمخيمات المحيطة يومياً، وتوفر لهم التعليم والطعام والترفيه وما إلى ذلك من أشكال الحياة الطبيعية.
وقال مُعلم في الدار يُدعى محمد جعفر: "هدفنا رعاية وكفالة الأيتام من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الثانوية، حيث نقوم برعايتهم تعليمياً وكفالتهم بمساعدة منظمات التعاون المدني" مشيراً إلى زيادة الضغط بسبب الظروف المحيطة بالبلاد وموجات النزوح والهجرة".
وتعتمد دار الأيتام الإسلامية التي أسستها منظمة خيرية في عام 1945 على التبرعات لمتابعة أعمالها. ولا يقتصر ما تقدمه الدار على الأطفال، لكنها تحاول مساعدة أُسرهم أيضاً.
وقال مشرف على دار الأيتام الإسلامية، يدعى محمد الضاهر: "تنقسم هذه الدار إلى قسمين، الأول تعليمي والثاني لرعاية الأيتام والاهتمام بنشاطاتهم وإطعامهم، وفعاليات رياضية وترفيهية، بالإضافة لرعاية أسر الأيتام من خلال تقديم كل ما يلزمها من إعانات غذائية ومادية، فضلا عن مشروع الكفالات التي بدأت فيها الدار من حوالي سنتين، وما زالت تتابعه بالتعاون مع منظمات ومجموعات عالمية".
وتتولى الدار -التي تقع في منطقة تخضع لسيطرة قوات المعارضة في حلب المقسمة- رعاية أكثر من 400 طفل ذكر يومياً، بينما تقدم مساعدات نقدية لمساعدة اليتيمات اللائي يعشن مع أقرباء لهن.
وقال طفل يتيم في دار الأيتام الإسلامية، يدعى محمد نور "أنا بآجي الصبح بألعب بأدرس مع رفقاتي واسمي محمد نور وبس أكبر بدي أصير مهندس".