استيقظت مدينة جازان (أقصى جنوب السعودية) فجر أمس على كارثة كبيرة توفي فيها 25 شخصاً على الأقل، وأصيب أكثر من 123 (حتى مساء أمس)، بعدما شبّ حريق هائل في مستشفى جازان العام. وقد أتى الحريق على الطابق الأول من المستشفى بالكامل.
بدورها، فتحت الجهات الأمنية تحقيقاً جنائياً لمعرفة ملابسات الحريق استجابة لأمير منطقة جازان محمد بن ناصر بن عبد العزيز الذي دعا إلى تحقيق عاجل على أعلى المستويات. كما جنّدت الجهات الأمنية 21 فرقة كاملة من إطفاء ودفاع مدني وإسعاف وشرطة للسيطرة على الحريق الذي استمر أكثر من خمس ساعات.
من جهتها، أكدت وزارة الصحة السعودية في بيان رسمي أنّ "الدخان الكثيف الناتج عن الحريق امتدّ إلى طوابق أعلى في المستشفى الذي يتسع لـ150 سريراً، ما تسبب في وقوع المزيد من الوفيات والإصابات". وكشفت الوزارة أنّه جرى تحويل المصابين إلى مستشفى الملك فهد ومستشفى الأمير محمد بن ناصر. وأضاف البيان: "فور وقوع الحادث، طبّقت الخطط الإسعافية للطوارئ، ووصلت إلى الموقع 20 فرقة إسعافية من مستشفيات الوزارة الأخرى والدفاع المدني. كما وصل 20 فريقاً طبياً من مستشفيات وزارة الصحة وغيرها. وسارع بقية الأطباء العاملين في المستشفى للتوجه إليها للمشاركة في الاعتناء بمرضاهم".
من جهته، قال المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني في منطقة جازان الرائد يحيى القحطاني: "غرفة القيادة والسيطرة تلقت بلاغاً في تمام الساعة الثانية وعشر دقائق من بعد منتصف الليل عن وقوع الحريق. انتقلت أربع فرق من مدينة جازان، دعمت بـ17 فرقة إطفاء وإنقاذ وإسعاف وسلالم من كل إدارات ومراكز المنطقة، بالإضافة إلى جميع الجهات الإسعافية والأمنية والخدمية التي شاركت في الحادث. وعملت الفرق على إخلاء الموقع والسيطرة على الحادث".
إلى ذلك، قالت إحدى المريضات إنّها استيقظت على رائحة دخان الحريق، بعد منتصف الليل، فلم تجد أيّاً من الممرضات أو العاملات، ولم تتمكن من الحركة. وتابعت: "لم أكن أسمع سوى صراخ الأطفال والمريضات، كانت ليلة مرعبة لا يمكن وصفها".
بدورهم، يؤكد شهود عيان لـ"العربي الجديد" أنّ "حجم الكارثة لم يكن ليحصل لولا أخطاء إدارية وقعت بها إدارة المستشفى خصوصاً عندما أغلقت مخارج الطوارئ بالسلاسل الحديدية". كما يشيرون إلى أنّ "شركة الصيانة تتحمل مسؤولية كبيرة كون مرشات الحريق لم تعمل، وهو حال أجهزة الإنذار التي بقيت صامتة وسط النيران". ويرجح الشهود أنّ الحادثة وقعت نتيجة مشاكل في أسلاك الكهرباء، بالرغم من أنّه من المبكر الحديث عن السبب الحقيقي له قبل انتهاء التحقيقات.
توضح صور نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي اضطرار الأطباء ورجال الدفاع المدني إلى تحطيم النوافذ، بهدف الهروب من النيران. كما أشار البعض إلى مشاركة متطوعين في إخراج المرضى من الطابق الأول حيث بدأ الحريق. ونقل نحو 80 مريضاً إلى مستشفيات مجاورة.
بدورهم، يتهم مختصون في الشأن الطبي السعودي إدارة المستشفى بارتكاب أخطاء كبيرة يجب أن تُحاسب عليها، بسبب إهمالها متابعة إجراءات السلامة، وإغلاقها أبواب الطوارئ من دون سبب. ويقول الطبيب محمد الحميزي: "مثل هذه الحوادث تقع، لكن ليس بهذه الخسائر الكبيرة في الأرواح. لا بد من تحويل إدارة المستشفى والصيانة فيها إلى التحقيق العاجل. فلماذا تغلق أبواب الطوارئ؟ هذه جريمة كبيرة في حق المرضى". يضيف: "ما يحدث في مستشفى جازان مزعج فهي ليست المرة الأولى التي تقع فيها كارثة، لكنّ وزارة الصحة لا تتحرك بالشكل الكافي لمحاسبة المقصرين فيه".
تاريخ من الحوادث
الأخطاء الفادحة في مستشفى جازان العام ليست نادرة الحدوث. فما زال السعوديون يتذكرون الدم الملوث بفيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) الذي حقنه عاملون في المستشفى في أوردة الطفلة ريهام حكمي قبل نحو 3 أعوام، والإبرة القاتلة لرضيعة الـ 3 أشهر التي تحتوي على مضاد حيوي مخصص للكبار فقط، والتشخيص الخاطئ الذي انتهى بمواطنة على كرسي متحرك.
كذلك، تعرضت مواطنة عام 2013 لخطأ طبي في تشخيص حالتها تسبب في وفاتها بعد إصابتها بجلطة وقصور في الدورة الدموية. والعام الماضي، اتهم والد مريضة أحد الأطباء ومساعديه بأنهم قتلوا ابنته ذبحاً، بعدما دخل إلى غرفتها ليجد دماءها في أرجاء الغرفة، بسبب شقّ رقبتها. بعدها بأشهر، تسبب طبيب أطفال بوفاة طفلة تعاني من فقر الدم بعدما أخطأ في إعطائها المغذي المناسب.
اقرأ أيضاً: جنسيات الحجاج القتلى بعد ارتفاعهم إلى 1051 قتيلاً
بدورها، فتحت الجهات الأمنية تحقيقاً جنائياً لمعرفة ملابسات الحريق استجابة لأمير منطقة جازان محمد بن ناصر بن عبد العزيز الذي دعا إلى تحقيق عاجل على أعلى المستويات. كما جنّدت الجهات الأمنية 21 فرقة كاملة من إطفاء ودفاع مدني وإسعاف وشرطة للسيطرة على الحريق الذي استمر أكثر من خمس ساعات.
من جهتها، أكدت وزارة الصحة السعودية في بيان رسمي أنّ "الدخان الكثيف الناتج عن الحريق امتدّ إلى طوابق أعلى في المستشفى الذي يتسع لـ150 سريراً، ما تسبب في وقوع المزيد من الوفيات والإصابات". وكشفت الوزارة أنّه جرى تحويل المصابين إلى مستشفى الملك فهد ومستشفى الأمير محمد بن ناصر. وأضاف البيان: "فور وقوع الحادث، طبّقت الخطط الإسعافية للطوارئ، ووصلت إلى الموقع 20 فرقة إسعافية من مستشفيات الوزارة الأخرى والدفاع المدني. كما وصل 20 فريقاً طبياً من مستشفيات وزارة الصحة وغيرها. وسارع بقية الأطباء العاملين في المستشفى للتوجه إليها للمشاركة في الاعتناء بمرضاهم".
من جهته، قال المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني في منطقة جازان الرائد يحيى القحطاني: "غرفة القيادة والسيطرة تلقت بلاغاً في تمام الساعة الثانية وعشر دقائق من بعد منتصف الليل عن وقوع الحريق. انتقلت أربع فرق من مدينة جازان، دعمت بـ17 فرقة إطفاء وإنقاذ وإسعاف وسلالم من كل إدارات ومراكز المنطقة، بالإضافة إلى جميع الجهات الإسعافية والأمنية والخدمية التي شاركت في الحادث. وعملت الفرق على إخلاء الموقع والسيطرة على الحادث".
إلى ذلك، قالت إحدى المريضات إنّها استيقظت على رائحة دخان الحريق، بعد منتصف الليل، فلم تجد أيّاً من الممرضات أو العاملات، ولم تتمكن من الحركة. وتابعت: "لم أكن أسمع سوى صراخ الأطفال والمريضات، كانت ليلة مرعبة لا يمكن وصفها".
بدورهم، يؤكد شهود عيان لـ"العربي الجديد" أنّ "حجم الكارثة لم يكن ليحصل لولا أخطاء إدارية وقعت بها إدارة المستشفى خصوصاً عندما أغلقت مخارج الطوارئ بالسلاسل الحديدية". كما يشيرون إلى أنّ "شركة الصيانة تتحمل مسؤولية كبيرة كون مرشات الحريق لم تعمل، وهو حال أجهزة الإنذار التي بقيت صامتة وسط النيران". ويرجح الشهود أنّ الحادثة وقعت نتيجة مشاكل في أسلاك الكهرباء، بالرغم من أنّه من المبكر الحديث عن السبب الحقيقي له قبل انتهاء التحقيقات.
توضح صور نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي اضطرار الأطباء ورجال الدفاع المدني إلى تحطيم النوافذ، بهدف الهروب من النيران. كما أشار البعض إلى مشاركة متطوعين في إخراج المرضى من الطابق الأول حيث بدأ الحريق. ونقل نحو 80 مريضاً إلى مستشفيات مجاورة.
بدورهم، يتهم مختصون في الشأن الطبي السعودي إدارة المستشفى بارتكاب أخطاء كبيرة يجب أن تُحاسب عليها، بسبب إهمالها متابعة إجراءات السلامة، وإغلاقها أبواب الطوارئ من دون سبب. ويقول الطبيب محمد الحميزي: "مثل هذه الحوادث تقع، لكن ليس بهذه الخسائر الكبيرة في الأرواح. لا بد من تحويل إدارة المستشفى والصيانة فيها إلى التحقيق العاجل. فلماذا تغلق أبواب الطوارئ؟ هذه جريمة كبيرة في حق المرضى". يضيف: "ما يحدث في مستشفى جازان مزعج فهي ليست المرة الأولى التي تقع فيها كارثة، لكنّ وزارة الصحة لا تتحرك بالشكل الكافي لمحاسبة المقصرين فيه".
تاريخ من الحوادث
الأخطاء الفادحة في مستشفى جازان العام ليست نادرة الحدوث. فما زال السعوديون يتذكرون الدم الملوث بفيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) الذي حقنه عاملون في المستشفى في أوردة الطفلة ريهام حكمي قبل نحو 3 أعوام، والإبرة القاتلة لرضيعة الـ 3 أشهر التي تحتوي على مضاد حيوي مخصص للكبار فقط، والتشخيص الخاطئ الذي انتهى بمواطنة على كرسي متحرك.
كذلك، تعرضت مواطنة عام 2013 لخطأ طبي في تشخيص حالتها تسبب في وفاتها بعد إصابتها بجلطة وقصور في الدورة الدموية. والعام الماضي، اتهم والد مريضة أحد الأطباء ومساعديه بأنهم قتلوا ابنته ذبحاً، بعدما دخل إلى غرفتها ليجد دماءها في أرجاء الغرفة، بسبب شقّ رقبتها. بعدها بأشهر، تسبب طبيب أطفال بوفاة طفلة تعاني من فقر الدم بعدما أخطأ في إعطائها المغذي المناسب.
اقرأ أيضاً: جنسيات الحجاج القتلى بعد ارتفاعهم إلى 1051 قتيلاً