تخرج زينب بنت الفاضل باكراً إلى السوق لشراء "لحم الضأن"، قبل أن يفوتها، فهي تستخدمه لأغراض صحية، غير أنها تستغرب سعره الغالي جدّاً، خاصة أننا في موسم الخريف وموريتانيا تتوفر على ثروة حيوانية كبيرة.
وتعتقد بنت الفاضل في حديث مع "العربي الجديد" أن سبب غلاء أسعار اللحوم هو جشع التجار، فالأغنام متوفرة وليست غالية ويمكن أن تشتري كبشا بنحو 30000 ألف أوقية (90 دولاراً تقريبا).
وتقول زينب، وهي ربة منزل، إنّ "سعر الكيلوغرام من لحم الضأن يبلغ 2000 أوقية (نحو 7 دولارات) وهو سعر مرتفع جدّاً، قد يكون مناسبا في الصيف للحاجة إلى شراء الأعلاف، أما الآن فنحن في موسم الخريف والمراعي موجودة ".
بدورها تقول آمنة بنت اليدالي، وهي ربة منزل، إنّها تخلت عن شراء اللحوم الحمراء بسبب غلائها، وباتت تعتمد على الدجاج والسمك، فأغلب الفقراء غير قادرين على شرائها مع أنها هي المفضلة عند الموريتانيين.
وتضيف لـ"العربي الجديد" أنّ أغلب جاراتها لا يشترين اللحم إلا نادرا، مع أنه يعد مكوناً إجباريا في الوجبة الموريتانية في السابق.
وعن ارتفاع أسعار اللحوم، يقول هبود ولد معط الله، وهو صاحب مجزرة لبيع اللحوم، إنّ "سعر اللحم ليس غاليا ومن يدعي ذلك يجهل أسعار الحيوانات"، ويسوق ولد معط الله مثالا على ذلك بكيلوغرام لحم الغنم الذي يبلغ 2000 أوقية، لكن الشاة الكبيرة بالمواصفات الجيدة تصل إلى 40000 أوقية (100 دولار تقريبا)، مما يعني أن سعر الكيلوغرام الواحد معقول وليس مرتفعاً".
ويرى معط الله أن أسعار اللحوم مناسبة والحيوانات متوفرة في هذه الفترة من السنة، لكنها تعرف ارتفاعاً، فمربّو الماشية يتكلفون بحملها إلى نواكشوط والإنفاق عليها قبل بيعها في الأسواق.
ويعتبر أن أسعار لحوم الإبل والبقر رخيصة ومتوفرة أكثر، ولذلك يقبل المواطنون عليها ويربح منها الجزارون، إذ يصل سعر كيلوغرام لحم الإبل إلى 1500 أوقية (4 دولارات تقريبا) والبقر بـ 1500 أوقية أيضا.
أما محمد ولد الزحاف، وهو رب أسرة، فيقول لـ"العربي الجديد" إنّ "اللحوم المتوفرة في السوق أساسا هي لحوم الإبل والبقر، وإن كانت أسعارها فيها مبالغة، أما الغنم فهي قليلة وغالية جدا".
ويستغرب ولد الزحاف غلاء أسعار اللحوم، فهي في الداخل الموريتاني رخيصة جدا والأغنام متوفرة هناك ربما بملايين رؤوس الغنم والإبل والبقر، لكن "نحن لا نستفيد منها شيئا، فسعر شاة الغنم في الولايات الوسط القريبة من العاصمة لا يزيد على 26000 أوقية أما الولايات الشرقية فأسعار الغنم لا تتجاوز 20000 أوقية (50 دولارا تقريبا)".
ويضيف "أما هنا في العاصمة فلن تحصل على شاة إلا بعد دفع نحو 35000 أوقية (89 دولارا تقريبا) لأن الدولة غائبة عن هذا الموضوع ولا توجد رقابة، فقط التجار يضاربون ويحددون الأسعار كما يشاؤون ويبيعون اللحوم غالية وفى ظروف غير صحية ".
غلاء أسعار اللحوم الحمراء أنعش أسواق بيع الدجاج وأصبح حاضرا في المائدة الموريتانية، وانتشرت مراكز بيعه بشكل كثيف، في ما لا يزال الداخل الموريتاني يعول على لحوم الحيوانات فأغلب سكانه يعتمدون على الزراعة وتربية الماشية وتتوفر الحيوانات بأسعار رخيصة.
وبحسب تقديرات وزارة البيطرة الموريتانية، فإن الثروة الحيوانية تزيد على 20 مليون رأس من مختلف أنواع المواشي.