تلقي التظاهرة الضوء على الأشكال الموسيقية التقليدية والمعاصرة وارتباطاتها التاريخية بعالم الصحراء والحدائق الأندلسية وزوايا التصوّف والمسرح الغنائي منذ القرن التاسع عشر، وعلاقتها بالكتابة والخط العربي من خلال عرض الآلات الموسيقية والحروفيات والمنمنات التي تصوّر الغناء والعزف، وكذلك اللوحات والصور الفوتوغرافية، وأدب الرحالة، والرسوم الساخرة، والملصقات السينمائية، وأغلفة الألبومات والأفلام الاستعراضية، والأرشيفات الصوتية النادرة.
يهدف المنظّمون إلى إعادة النظر في بعض الأحكام النمطية حول العالم العربي في الغرب في ظل الصراعات الداخلية والاضطرابات التي يشهدها أكثر من بلد، وأزمة اللاجئين في أوروبا، بحسب فيرونيك ريفيل القيّمة على المعرض.
تعود المعروضات إلى أغاني الحداء والأهازيج التي عُرفت بها البادية قبل الإسلام، ثم تنتقل إلى المعلّقات التي تشكّل محطّة أساسية في الشعر العربي مع ظهور مجالس الطرب والقيان في الأسواق والحانات وبيوت الأثرياء، وبعدها الملامح التي طبعها الإسلام في هذا الحقل، حيث ظهر الأذان وقراءة القرآن وفق نظام صوتي وإيقاعات متنوعة، وفي الوقت نفسه ذهبت بعض الفقهاء إلى تحريم العزف على الآلات، مقابل آراء أباحتها حيث ازدهرت الموسيقى في العصرين العباسي والأندلسي، وفي الأخير امتزجت مؤثرات شرقية وأخرى غربية.
يمرّ المعرض على شخصيات مؤثرة في تاريخ الموسيقى العربية؛ من زرياب إلى القرن العشرين حيث أعمال الفنان المصري الأرمني شانت أفيديسيان التي تصوّر كبار المغنين العرب في القرن العشرين، من أم كلثوم وأسمهان، إلى فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ، كما تقدّم لمحة عن الموسيقى في لبنان، وفي مقدّمتها فيروز والمغنية الراحلة صباح.
وتُخصّص مساحة للفنانين العرب المهاجرين الذين "أثروا الحياة الثقافية الفرنسية"، خاصة موسيقى الراي المغربية التي انطلقت في الثمانينيات من فرنسا إلى كلّ العالم، ويركّز القسم الأخير على الموسيقى العربية المعاصرة ولاسيما الموسيقى الشعبية الإلكترونية التي تدمج خاصيات الغناء الشعبي المصري مع الأصوات الكهربائية، وكذلك شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" الذي ردّده الشباب في ساحات مصر وغيرها من دول "الربيع العربي".
تُقام على هامش المعرض عدد من الحفلات يقدّمها الموسيقي العراقي نصير شما، والتونسي أنور إبراهيم، والسوري وعد بوحسون، وحقل مشترك تحييه عبير نعمة من لبنان ومي فاروق من مصر ودلال أبو آمنة من فلسطين، وعرض الحكواتية المغربية حليمة حمدان.