توّجه المشروع لاحقاً إلى المدن المهمشة في الأطراف، حيث عُقدت فعاليات مماثلة في بنزرت والكاف وباجة وقبلي وتمّت استضافة العديد من الكتّاب والمثقفين ليشاركوا في محاضرات وندوات ولقاءات تتضمنها برنامج القراءة في كلّ مدينة، كما أطلقت مبادرة لجمع الكتب والتبرع بها لعدد من المدارس في تلك المحافظات.
تنطلق عند السابعة من مساء اليوم الأحد فعالية "الشارع يقرأ" في شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة، عبر نداء وجّه عبر وسائط التواصل الاجتماعي باللهجة الدارجة، يدعو الجميع إلى "إحضار كتاب للمشاركة في قراءة جماعية، وأن هناك كتباً متوفّرة لمن لا يمتلكها في بيته"، بحسب بيان المنظّمين.
"لأن الشعوب التي لا تقرأ ولا تكتب تموت وتندثر" شعار اليوم الذي يجمع عائلات تونسية وأطفالها، وبحضور العديد من المراكز الشبابية والثقافية، في فضاء مفتوح، بعد أن أقيمت معظم الأنشطة السابقة في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية أو في قاعات مغلقة.
لم تستمر مبادرات عدّة تأسّست عقب الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها البلاد عام 2011، واشتركت جميعها في غاية واحدة تتمثّل بنشر ثقافة القراءة بين التونسيين، عقب صدور العديد من الدراسات في السنوات الأخيرة تضمّنت نتائج أقلّ ما يمكن وصفها بأنها "كارثية" في تونس التي شكّلت نموذجاً حداثوياً في التعليم والثقافة في العالم العربي لعقود طويلة.
وكشفت إحصائية سابقة نشرتها إدارة المطالعة العمومية في وزارة الشؤون الثقافية، أن مؤشر القراءة في تونس لم يتجاوز 0.58 كتاب في السنة للفرد الواحد، أي أن المعدل العام للقراءة لا يتجاوز نصف كتاب في العام.
من جهته، أشار بالضياف في تصريحات صحافية منذ أيام إلى تحضيرات جارية لإطلاق تظاهرة "الوطن العربي يقرأ" بهدف نشر الوعي بأهمية الكتاب والمطالعة في الارتقاء بالشعوب وتطويرها، موضحاً أنه سيتم الشروع خلال شهر أيلول/ سبتمبر المقبل في تظاهرة "الأردن" يقرأ" بمشاركة أكثر من خمسين شخصاً من تونس، والجزائر، والمغرب، وليبيا، والسعودية، والأردن، والكويت، وفلسطين، والعراق، ولبنان.