يعيد الباحثون فن المالوف إلى امتزاج التراث المغاربي، الجزائري والتونسي منه تحديداً مع الموسيقى الأندلسية في ذورة تطوّرها خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر، وقد تأسّست العديد من المهرجانات التي تُعنى به، وبأساليب تجديده سواء على مستوى العزف على آلات جديدة أو الانفتاح بين مدارسه المختلفة.
"مجالس المالوف" عنوان تظاهرة جديدة ينظّمها قطب الموسيقى والأوبرا في "مدينة الثقافة" في تونس العاصمة، تُفتتح في الخامس من الشهر الجاري وتتواصل حتى الثامن منه، بهدف "التعريف بهذا الفن والتذكير به، ولاستضافة مشايخ المالوف في المغرب العربي وتقديم إنتاجات بيت المالوف، إحدى المؤسسات المرجعية في المدينة"، بحسب بيان المنظّمين.
يتضمّن البرنامج أربعة عروض إلى جانب إقامة عرض مرّة كلّ شهر بشكل منتظم، وعقد لقاء دوري كلّ ثلاثة أشهر يشارك فيه باحثثون ومختصّون يتناولون أهم تاريخ المالوف وأهم طرقه، وتقديم إنتاجات بيت المالوف الجديدة.
تُفتتح التظاهرة على خشبة "مسرح الجهات" بعرض لفرقة "الرشيدية"، التي تأسّست عام 1934 مع إنشاء "المعهد الرشيدي"، وهي تعمل على تنمية التراث الموسيقي وتأليف نوبات جديدة للمالوف وإضافة مجموعة من الأعمال الموسيقية الفردية إلى رصيدها.
تقيم فرقة "مالوفجية" الأربعاء المقبل حفلاً ضمن مشروعها في تقديم ارتجالات وتقاسيم وآداء لنوبات وأزجال ووصلات من مالوف مدينة تستور، الذي يقترب أكثر من التقاليد الأندلسية، وفي اليوم التالي تقدّم مجموعة "الولادة للمالوف والأغنية التونسية" وصلات من نتاجاتها الخاصة، وهي من تأليف الموسيقي مراد التومي.
تُختتم الفعاليات الجمعة بحفل للفنان زياد غرسة على "مسرح الأوبرا"، الذي ينتمي إلى عائلة توارثت فن المالوف وحفظت القصائد والطبوع بأسلوبها الغرناطي.
من جهة أخرى، تنطلق مساء الرابع من الشهر الجاري الدورة الثانية من مهرجان "فن زمان للتقاليد الموسيقية" في مدينة نابل التونسية، وتتواصل حتى الحادي عشر من الشهر الجاري بتنظيم من وزارة الثقافة وجمعية "صيانة" في المدينة".
تشارك في الدورة الحالية فرق عدّة، منها فرقة "عباس ريقي للمالوف والموشحات" من الجزائر، و"مصراتة للمالوف والألحان العربية" و"فرقة حسن عريبي" من ليبيا، و"سلاطين الطرب" من سورية، و"قناوة المعلم حسن بوصو" من المغرب، و"كورال المالوف" و"سلاطين الحضرة"، و"الرشيدية" من تونس.