"أماكن الذاكرة".. تسجيلات صوتية من مواقع تاريخية

رغم أن الأردن غنيّ بالتقاليد الشفهيّة، إلا أنها نادرًا ما تُستخدم كمصادر لتوثيق وتحليل التاريخ الحيّ لعدّة مواقع تاريخيّة حوله، وقليلة هي المشاريع الثقافية أو التأريخية التي ترتكز على المرويات الشفوية والتاريخ الموازي.

ومن أجل تلبية الحاجة إلى توثيق وحِفظ تلك السرديّات، أُطلق مشروع "ذاكرتنا" الذي يجمع باحثين شباب بغية إنجاز بحث ميدانيّ يتفاعل مع المجتمعات المحليّة بهدف توثيق قصصها.

ومن ضمن نتاجات هذا المشروع معرض "أماكن الذاكرة" الذي يفتتح في "دارة الفنون" في عمان عند الثامنة والنصف من مساء بعد غد الأحد، ويضم مجموعة من التسجيلات الصوتية من مواقع مختلفة في الأردن التي أُنجزت في إطار المشروع.

يُظهر هذا المعرض، باستخدام تسجيلات تلك القصص، كيف استُخدمت بعض المواقع التاريخيّة في أحداث جرت مؤخرًا، وكيف تغيّرت معاني تلك القصص بتغيّر الظروف المحيطة بها.

كما يلقي الضوء على العلاقات المتباينة القائمة بين أبناء المجتمعات المحليّة ومختلف المواقع، وذلك بهدف خلق مساحة لفهمٍ أكثر شموليّة لتاريخ عدة أماكن في الأردن، والتفكّر في العلاقة بين الإرث الثقافي الملموس وغير الملموس.

المواقع التي يتناولها المعرض هي شارع علي باشا عابديّة في مدينة المفرق، وقرية المقارعيّة في الشوبك، ومسجد الشيخ راشد في الرمثا، وديوان الدوق في عمّان، وقصر العلالي - قصر كليب الشريئين في قرية تبنة في إربد.

كذلك سلط المشروع الضوء على سيل معان وسوق معان القديم في مدينة معان، وشارع القصر في الكرك، وقهوة الروشة في الزرقاء، وديوان المجالي في الكرك، وديوان مِثقال في منطقة أم العمد في عمّان.

يُذكر أن المعرض هو آخر فعاليات مشروع "ذاكرتنا" الذي شارك في إنجازه معهد غوته، والمعهد الفرنسي للشرق الأدنى (الإيفو)، والمكتبة الوطنية، إضافة إلى جامعة اليرموك، وجامعة الحسين بن طلال، والجامعة الأردنيّة.