تحت عنوان "ملامح المدينة العربية وحكاية قصبة المعز" يلقي المعماري المصري عمر عبد العزيز، محاضرة عند السادسة من مساء اليوم في "مكتبة مصر الجديدة" في القاهرة، يتطرق فيها إلى نماذج مختلفة من المدن العربية.
يتناول عبد العزيز الكيفية التي نظر فيها المستشرقون إلى المدينة العربية، من حيث التخطيط التلقائي والتخطيط الوظيفي والعناصر الدينية وموقعها في الفضاء العام.
تحاول المحاضرة، بحسب عبد العزيز في حديث إلى "العربي الجديد" أن تبسّط معنى المدينة والعمران، وتشرح مفهوم المدينة العربية التلقائية وأبرز مكوّناتها، ومعاني التخطيط التلقائي والتخطيط الوظيفي للعمران، وأبرز آراء المعماريين المستشرقين عن عمران المدينة العربية، وحكاية شارع المعز.
أما المستشرقين الذين يتناول وجهات نظرهم في المدينة العربية هم غرونوبوم، وكريسويل، ولنسر، وكوبياك، حيث يتناول عبد العزيز مدن العراق وبعض المدن المصرية.
ويرى المعماري أن ثمة "آراء متطرّفة ترى أن المدينة العربية هي مدينة عشوائية تنمو تلقائياً بلا تخطيط مسبق، والمشكلة أن بعض هؤلاء يقارنون المدينة العربية مع عدد من المدن الإغريقية والرومانية، والتي خططت مسبقاً بشكل تربيعي عبارة عن شوارع مستقيمة متعامدة تشبه رقعة الشطرنج".
ويكمل "تلك المدن الشطرنجية لم تراع أبداً ظروف موقعها ولا متطلبات موضعها، وبالتالي كانت مدن بلا روح ولا يرتبط بها السكان روحياً. وفي المقابل كانت المدينة العربية المسبقة التخطيط كمدينة بغداد هي نموذج لقدرة العرب على إنشاء مدن مخططة ذات أشكال هندسية".
يتابع عبد العزيز "كانت المدينة العربية تشع نوراً وحضارة وثقافة في مقابل نظيرتها الغربية، ولا ينكر أي باحث في شؤون العمران أن واقع المدينة العربية أصبح أزمة كبيرة، على مستويات اجتماعية واقتصادية وعمرانية ولكن لا يزال هناك بصيص أمل في استعادة بريق مدينتنا العربية وتاريخها البراق، والتي كانت في ظلام العصور الوسطى وتناول حكاية شارع المعز".
يختم عبد العزيز"سيتم شرح معنى كلمة طراز معماري ومفهوم الطابع العمراني وما يسمى بالمشهد الحضري والمتواليات البصرية".
يذكر أن عبد العزيز يقدّم سلسلة من المحاضرات، هذه هي الرابعة منها، بهدف "تبسيط مفاهيم العمارة والعمران لغير المتخصّصين المهتمين بهذا الموضوع وبالفن عموماً"، ويضيف في حديث لـ "العربي الجديد"، و"هذه المحاضرات عادة ما تكون أكاديمية ونلقيها في الجامعة ولكنها متخصّصة وتتوجه إلى المعماريين"، حسبما يقول المعماري المتخصص في العمارة الإسلامية.
وفي سلسلة من المحاضرات، هذه هي الرابعة منها، الأولى كانت عن شرح مفاهيم العمارة والعمران، وفهم طراز المباني وطابعه، وكيف يمكن انتقاد مبنى ما وعلى أي أساس. أما الثانية فكانت تتناول معاني مصطلحات مثل "نسيج عمراني" و"تشكيل معماري" و"كاسرات شمسية" و"علاقة الفراغات بالمباني" ومن خلال نماذج مختلفة من أماكن متنوعة داخل مصر وخارجها.
في حين كانت الثالثة حول معنى المدينة العربية وكيف ومتى نشأت، ومعنى أن تكون عربية بجذور إغريقية أو رومانية أو إسلامية، وأثر هذا على العمارة والعمران وشكل المباني وعلاقة الفراغ بالبناء في كل نموذج.
يرى المحاضر الذي شارك في مشروع تطوير القاهرة الفاطمية، حسب ما يقول لـ "العربي الجديد" إن مفهوم المدينة العربية ما زال موجوداً في بعض المدن وليس كلها، مثل القاهرة وبيروت ومدن مختلفة من تونس والمغرب وسورية، وأن ثمة مدن قديمة محتفظة بنمط المدينة العربية القديمة، ويضرب نموذجاً على ذلك طنجة في المغرب وسوسة في تونس وصنعاء.