تحت عنوان "الآثار في العصر الحديث: السلطة، التملك والعرض"، يقيم المعهد الهولندي الثقافي في إسطنبول محاضرة تلقيها كيتي إيانانتونو ومارييت فيرهوفن، الباحثتان المتخصصتان في علوم الآثار بجامعة رادبود في هولندا.
تقدم المحاضرتان ورقة تعالج موضوعاً مختلفاً ولكنهما تصبان في تشخيص علاقة السلطة بالمعالم الأثرية وأعمال التنقيب والاكتشافات من القرن الثالث عشر وحتى عصرنا.
ورقة إينانتونو تتناول "جمع التماثيل وعرض الهويات: التراث الأثري الروماني في آسيا قاصر على خلفية ديناميات البناء الوطني"، وتسعى هذه المحاضرة إلى النظر في عمليات اختيار الأقليات الرومانية واقتنائها وعرضها في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
وتسعى الباحثة إلى تحليل ممارسات الاقتناء والجمع التي مارستها المتاحف المنشأة حديثًا في أوروبا وتركيا، والمقارنة بينها في ضوء السياقات الأكاديمية والتاريخية السياسية المحددة في تلك الفترة.
أما فيرهوفن فتلقي محاضرة بعنوان "قاضي البندقية في آيا صوفيا"، وفيها تعود إلى قصة دفن إنريكو داندولو أحد القادة الإيطاليين عام 1205، والذي شارك في الحملة الصليبية وغزا إسطنبول وأخذ منها أربع خيول برونزية ونقلها إلا بلاده. حيث تتبع المحاضرة تاريخ قبر داندولو الأصلي وقبر آخر شكلي بلوحة تذكارية تحمل اسمه في البندقية وتبحث في العلاقة بينهما.
تتساءل الباحثة عمن أراد أن يحيي ذكرى دانيولو في البندقية وأعطى الإذن بذلك ولماذا، حيث يُقال إن قبره فُتح في القرن الخامس عشر وأُخرجت عظامه ورميت إلى الكلاب، فوُضعت له شاهدة رمزية في أحد المتاحف الإيطالية، وكذلك رُفعت الخيول البرونزية على بوابات "سانت مارك بازيليكا"، ولاحقاً وُضعت شاهدة أخرى له في "متحف آيا صوفيا" في إسطنبول.