بعد أيام من اختتام تظاهرة "مواسم السينما العربية في باريس"، والتي أُقيمت بين السابع والحادي عشر من الشهر الجاري، ها هي مدينة ليون الفرنسية تستعدّ مجدّداً لاستضافة تظاهرة سينمائية أُخرى خاصّة بالسينما القادمة من المنطقة، أو التي تتناول قضايا متعلّقة بها.
تحمل التظاهرة اسم "مهرجان سينما الجنوب"، ويُنتظر أن تنطلق فعاليات دورتها السادسة عشرة في الـ 27 من نيسان/ أبريل الجاري، وتستمرّ حتى الثلاثين منه، بمشاركة تسعة أفلام روائية ووثائقية، أُنتجت خلال السنتين الأخيرتين.
يُفتتح المهرجان، الذي يُنظّمه "معهد لوميير السينمائي"، بفيلم "عطر الربيع" (99 دقيقة)، وهو من إنتاج تونسي فرنسي مشترك، أُنجز بنسختين: واحدة بالعربية والأخرى بالعامية التونسية.
يتناول العمل قصّة شاب ينحدر من قرية نائية يُدعى "زيزو"، لم تشفع له شهادته الجامعية في الحصول على وظيفة، فيختار العمل كمركّب لأجهزة استقبال تلفزيوني، ما يتيح له الدخول إلى بيوت مختلف طبقات المجتمع التونسي، حيث يلمس عن قرب صدى الثورة التونسية فيها.
مخرج الفيلم هو التونسي فريد بوغدير الذي يكرّمه المهرجان، كما يعرض عدداً من أعماله الأخرى؛ من بينها فيلمه الوثائقي "يالله" (84 دقيقة) الذي يرصد فيه يوميات موسيقيين من البلاد العربية.
الأفلام الأخرى التي تُعرض في المهرجان؛ هي: "3000 ليلة" للفلسطينية مي مصري، و"رسالة إلى الملك" لـ هشام زمان من النرويج، و"بتوقيت القاهرة" لـ أمير رمسيس من مصر، و"كتير كبير" لـ ميرجان بوشعيا من لبنان، و"أنا خديجة ابنة العشر سنوات ومطلقة" لـ خديجة السلامي من اليمن، و"جوق العميين" لـ محمد مفتكر من المغرب، و"الآن يستطيع أن يأتي" لـ سالم براهيمي من الجزائر.
يهدف المهرجان، بحسب القائمين عليه، إلى "إتاحة الفرصة للمخرجين السينمائيين من بلدان المغرب العربي، والمنطقة العربية بشكل عام، لعرض أفلامهم والتعريف بإنتاجاتهم الجديدة، إضافة إلى الانفتاح على ثقافات الآخر باعتبار أن السينما من بين أهم الفنون القادرة على نقل صور تختزل الموروث الثقافي والأنماط المجتمعية للشعوب".