تحت شعار "نحو مجتمعٍ واعٍ"، افتتح "معرض الدوحة الدولي للكتاب" صباح اليوم الأربعاء، نسخته الثامنة والعشرين، مع تركيز قوي من الجهة المنظّمة (وزارة الثقافة والرياضة)، على فئتي الأطفال والشباب، وإيلاء أهمية بعلاقة هذه الفئات المباشرة مع القراءة. ويستمر حتى الخامس من كانون الأول/ ديسمبر المقبل في "مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات".
كما تشهد دورة هذه السنة مشاركة 29 دولة عربية وأجنبية و355 دار نشر. كما تشارك في هذه النسخة دور نشر من تركيا وإيران والهند وماليزيا والصين وغيرها.
وقال صلاح بن غانم العلي، وزير الثقافة والرياضة القطري:"طموحنا أن يكون معرض الدوحة للكتاب من أكبر التظاهرات الثقافية على المستوى الدولي، وقد بدأنا الخطوة الأولى وأدخلنا جوانب ثقافية ومعرفية لها علاقة مباشرة بالقراءة، وخصصنا فعاليات خاصة بالأطفال والشباب، لأن المعرفة يجب أن تبدأ من الجيل الجديد".
وأضاف: "هدفنا ليس أن يشتري رواد المعرض الكتب ويصطحبوها إلى المنازل، فحسب، ولكن نتمنى أن تكون تجربة حضورهم إلى المعرض، تجربة معرفية، قبل أن تكون مجرّد قراءة".
ورداً على سؤال حول الرقابة على الكتب، أوضح الوزير أن "الرقابة لا تختلف عن مثيلاتها في دول العالم، فالحجب يطال الكتب التي تثير العنصرية مثلاً، أو تسيئ للأديان، ونحن في قطر نطبق المعايير العالمية في ذلك".
أجواء الحصار لم تكن بعيدة عن مداخلة الوزير الذي قال في هذا الصدد: "لا شك أن الأزمة الخليجية خلقت همة، ليس على مستوى مشاركة دور النشر، ولكن بالنسبة للمؤلفات (الإصدارات) أيضا وخاصة من القطريين والمقيمين، إذ سيتم تدشين 150 كتاب، مقابل 60 عنواناً العام الماضي، ولا توجد أية اجراءات استثنائية فيما يخص الحصار".
ربطاً بنفس الموضوع، قال مرشح قطر السابق لرئاسة الـ"يونسكو"، حمد عبد العزيز الكواري: "رأينا ورأى العالم أمراً لم تتعود عليه العلاقات الدولية، وهي المقاطعة الثقافية، لأن تاريخ العالم، يحفل بأزمات سياسية كبرى، وربما بحروب، ولكن بقيت الثقافة والفن والأدب فوق كل ذلك".
وأضاف الكواري:"أن تلجأ دول الحصار إلى المقاطعة الثقافية، أمر غريب وخطير وغير مقبول نهائياً، كنت أعتقد بأن المصلحة العربية تتغلب على مشاكل آنية، لأن المشاكل السياسية مهما طالت تبقى آنية، إنما العلاقات الثقافية هي قضايا مبدأية وأساسية وروابط بين الدول لا يمكن أن تنفصل عراها أبداً".
تتخلل المعرض عدد من الندوات، وجلسات توقيع الكتب، بالإضافة إلى ورش عمل مهنية، بمشاركة أدباء ومثقفين قطريين وعرب وأجانب. منها ندوة بعنوان "شروط الاستقلال المعرفي"، يحاضر فيها رئيس "جامعة ابن خلدون" في تركيا، رجب سنتورك، وندوة أخرى حول "لقاء الحضارات"، يشارك فيها أحمد العنزي، والمستشرقة الألمانية بيرجيت بيل. ومن بين الورش المبرمجة؛ "حقوق الإنسان في دولة قطر"، و"أهمية القراءة واتجاهاتها"، و"قضايا تربوية بشأن الأسرة والطفولة"، و"النهج المتوازن لفهم القراءة والكتابة".