انخرط الفنان والناقد التشكيلي العراقي (1924 – 2003) في عدّة مشاريع عبّرت عن تكريس الحداثة الفنية، وهو الذي كان مشغولاً بتحوّلاتها مع انتهاء الحرب العالمية الثانية حيث قضى عدّة سنوات في باريس، فعاد إلى إنشاء مجلة ثانية بعنوان "عشتار الشرق والغرب" عام 1958، وساهم في تأسيس العديد من التيارات الفنية في بلاده.
تنظّم وزارة الثقافة العراقية عند الحادية عشرة من صباح غدٍ الثلاثاء حفل إشهار كتاب "جميل حمودي.. رجل الإغناء يتحدث" للصحافية وداد إبراهيم، وجلسة استذكارية تقدّم خلالهما ورقتين لكلّ من الكاتب ماجد السامرائي، والفنانة عشتار جميل حمودي ابنة الفنان الراحل.
تقف المؤلّفة عند العديد من المحطّات في سيرة حمودي التي شكّلت اللقاءات الشخصية معه قبل رحيله مصدراً أساسياً لتدوينها، منذ أن رسم لوحته الأولى عام 1939 وكتابته للشعر جيث أصدر مجموعتين باللغة الفرنسية خلال عقد الخمسينيات بعنوانيْ "أحلام من الشرق"، و"آفاق".
تلفت إبراهيم إلى بعض النقّاد والمؤرخين الفرنسيين الذين تناولوا جانباً من تجربته مثلما سجلّها ميشيل سي فور في قاموسه حول الرسم التجريدي، وكاستون ديل في كتابه المعنون بـ"الفن الحديث"، أو خصّصوا دراسة مستقلة حولها كما فعل بول بولتا وروبير فرينا.
تركّز المؤلّف على مرحلة بارزة تتمثّل في إدخال حمودي الحروفيات في أعماله ضمن "جماعة البعد الواحد" التي ساهم في إنشائها مع شاكر حسن آل سعيد، وقدّم العديد من المعارض في هذا الاتجاه إلى جانب تنظيراته المتعدّدة حول الخط العربي بوصفه جزءاً من اللوحة الحديثة.
يُذكر أن جميل حمودي عمل مديراً لـ"المتحف الوطني للفن الحديث" في بغداد خلال الستينيات، وأسّس قاعة "إينانا" في العقد اللاحق والتي احتضنت العديد من التجارب الصاعدة آنذاك، وترك منحوتات عدة في العاصمة العراقية لكلّ من أبي العلاء المعري والرازي وابن سينا وغيرهم.