افتتحت أول أمس في "جامعة محمد الخامس" في الرباط فعاليات الدورة الخامسة عشرة من "مؤتمر الآثاريين الأفارقة"، والتي تتواصل حتى بعد غدٍ الجمعة بتنيظم وزراتي الثقافة والتربية والتعليم العالي، بمشاركة 500 باحث وآثاري يتناولون موضوع "تثمين التراث الثقافي الأفريقي والتنمية المستدامة".
يعرض المشاركون نتائج لأحدث المكتشفات الأثرية في القارة السمراء، والتي من بينها اكتشاف أقدم إنسان عاقل (هومو سابيانس) يعود عمره إلى خمس وثلاثين ألف عام قرب جبل إيغود في منطقة اليوسفية وسط المغرب، والذي يقدّر أنه عاش خلال فترة العصر الحجري المتوسّط.
يتضمّن المؤتمر محاور عدّة منها تاريخ أبحاث ما قبل التاريخ، والأهمية الأثرية للمنطقة في التعمير البشري لأفريقيا، كما يخصّص الملتقى جلسات للبحث في الصناعات الحجرية والعظمية المنسوبة إلى الإنسان، والدراسات البالينتولوجية لبقايا الحيوانات العظمية.
يلقي الآركيولوجيون الضوء على الاكتشافات التي تمتد منذ الإنسان الصياد والقطاف، مروراً بالإنسان الفلاح، ووصولاً إلى الإنسان البنّاء، إضافة إلى بعض الآثار مثل الدوائر الميغاليثية في السنغال، ورسومات الكهوف وتيبازة الموريتانية في الجزائر، ووليلي في المغرب، والكثير من الآثار الرومانية والمسيحية والعربية الإسلامية والفينيقية في إفريقيا.
من بين الأوراق المقدّمة: "تطبيق المسح الضوئي ثلاثي الأبعاد في علم الحفريات"، و"التطورات الحديثة في دراسات العصر الحجري المبكر في أفريقيا: رؤى جديدة"، و"تنوّع استراتيجيات الكفاف لدى الهومينين (أشباه البشر) في أفريقيا من العصر البلايستوسيني الأوسط إلى عصر الهولوسين"، و"التواصل بين حضارات أفريقيا وأوروبا خلال عصور ما قبل التاريخ"، و"أنماط تغيّر غطاء الأرض بفعل الإنسان وتغيرات المناخ"، و"الركائز الأصلية والتواصل الثقافية بين المغرب العربي والصحراء من العصر البرونزي إلى العصور القديمة المتأخرة".
كما تُقدّم ورقات حول: "ظهور وتطور واختفاء الحضارة الأشولينية في شمال إفريقيا"، و"تأسيس القرى المبكرة والزراعة في الغابات الرطبة الأفريقية، من وسط القارة إلى جنوبها"، و"ما الجديد في العصر الحجري الحديث في المغرب الكبير؟ السمات الثقافية، والتكيّف مع عوامل الطبيعة، والتوسع، والتجارة".