تمثّل المرأة العنصر الأساسي في بورتريهات كوبر التي بدأت الرسم منذ السبعينيات ضمن أجواء من الواقعية السحرية تستدعي الأسطورة والتاريخ في سياق اليومي والعادي، وفي إطار تأثرها بأسلوبي بيكاسو وشاغال واستدعائها للمنمنات المغولية.
تستخدم الفنانة تقنيات مختلفة في الرسم بالألوان الزيتية والأكريليك والطباعة، وكذلك في النحت باستعمال مادة البروتز، والتي تعالج ثلاثة مواضيع أساسية؛ قضايا الجندر والأمومة والطبيعة وما يتشكّل بينهم من علاقات تنعكس على السياقات الاجتماعية والسياسية التي تعيشها النساء في العصر الحديث وما ينتج من خطاب وتعبيرات في الفن.
برزت كوبر في الثمانينات من خلال لوحاتها التي طرحت بجرأة العلاقة بين المرأة والرجل، وأدوارهما في الحياة بالاستناد إلى أعمال تركت أثرها في تاريخ الفنون، مثل تقديمها سلسلة تحاكي الباليه الإنكليزي الشهير "جيزيل" الذي يروي قصة مأساوية عن الحب والخيانة والانتقام والغفران من منظور بطلتها التي يحمل العمل اسمها.
أتت العديد من أعمالها نتاج بحث حول حضور الجسد الأنثوي في تاريخ الرقص والباليه في هشاشته وصلابته، وتعقيدات الحركات ودلالاتها في أداء الراقصة واختلافاته بين ثقافة وأخرى، كما تناولت الفروقات في الهوية بين الجنسين والتباساتها وتأثيرها على العاطفة بينهما.
في المعرض الحالي، تتناول البورتريهات نساء يفترشن الأرض تحت أشجار الأرز، وأمرأة تؤدي رقصات وحدها أو تراقص رجلاً، أو تمتطي غزالاً، أو تنظر إلى الشمس، وفي معظمها تحاول تصوير شخصياتها في هيئات تبرز حركتها وحوارها في ما بينها أو في تواصلها مع الشجرة وعناصر الطبيعة من حولها.