يجمع شربل صمويل عون (1980) بين العمارة والتشكيل، موضوعاً لاشتغالاته المتنوّعة التي تنطوي على بحث بصري يضيء تأثير الحرب والتحوّلات الإيكولوجية والاجتماعية، إضافة إلى تقديم اقتراحات جمالية والتعامل مع تقنيات مختلفة ضمن أعماله.
كما في معارضه السابقة، لا تغيب مدينته بيروت عن معرضه الحالي الذي يُفتتح عند السابعة من مساء اليوم الإثنين في "غاليري أنيما" في الدوحة، تحت عنوان "باراتوبيا"، ويستمر حتى السادس من حزيران/ يونيو المقبل.
يرتكز الفنان والمعماري اللبناني في هذه التجربة على مقاربة مفهوم الإزاحة من خلال رصد تغيّرات المشهد الحضري في العاصمة اللبنانية عبر تتبع تأثيرات خارجة عن القوانين الطبيعية للمدينة وبيئتها، منتقداً طغيان الإسمنت على تشكيلاتها المعمارية، والتدمير الممنهج الذي سبّبه تحكّم رأس المال ببنيتها المادية والسكّانية.
يضمّ "باراتوبيا" لوحات ومنحوتات توظّف مواد وعناصر من الطبيعة في شكل من أشكال الحياد الذي يعبّر بدقة عن الفصام الذي حلّ بالمدينة؛ بيروت، وعلاقتها بالسوق والعمارة والطبيعة في أجواء وخطوط كابوسية تعمّها الفوضى والقسوة والتوتر اللوني.
يُجري عون حواراً بين كتل متضادة، حيث يتقابل المهمّش والمهمل في اليومي المعاش من مساحات خضراء مع الكتل الإسمنتية التي تغتال الضوء وجمالياته، وهو ما يضمر محاكمةً أخلاقية لمسارات البشر وتفاعلهم داخل المدينة، والذي ينعكس على نحو غير مباشر في بناء العمل وتكوينه وتلوينه.
حالة الفوضى والتنافر التي تصنعها أعمال الفنان تكشف عن حضور كل من المادي والبشري وتبادلهما، لتحيل في دلالاته على نظامٍ نعيش اليوم تجاذباته وضغوطاته وتناقضاته.
يُذكر أن شربل صمويل عون قدّم عدداً من المعارض في لبنان وفرنسا والإمارات وإيطاليا وتركيا؛ من بينها: "نزوح الهشاشة" (بيروت 2015)، و"من التراب" (باريس 2015)، و"فقدت الربيع" (بيروت 2012)، و"نبض" (دبي 2011)، و"التدفّقات" (بيروت 2010).