خلال السنوات القليلة الماضية، تواصل "الهيئة المصرية العامة للكتاب" تنظيمها لمعارض كتب تغطّي جميع محافظات مصر وقد جاوزت الثلاثين حتى اليوم، تركّز معظمها على إقامة برنامج ثقافي يحتوي العديد من الفعاليات التي تروّج للسياسات الرسمية في دعم "التنوير" ومكافحة "الإرهاب".
مقابل ذلك، يحضر "مهرجان سور الأزبكية" الذي أقيم للمرة الأولى بعد رفض أصحاب مكتبات السور الشهير في العاصمة المصرية المشاركة في الدورة الأخيرة من "معرض القاهرة" بعد أن كان يخصّص لهم جناحاً خاصاً في الدورات السابقة برسوم مخفضة تم زيادتها مؤخراً.
إلى جانب هذه المعارض التي تحاول توفير الكتب جديدة ومستعملة بأثمان غير مرتفعة، تقيم عدّة روابط ثقافية أهلية تظاهرات مماثلة في المدن والأحياء التي تنشط فيها، مثل معرض "كتاب الدقي المخفض" التي تنطلق دورته الثامنة عند العاشرة من صباح غدٍ الخميس وتتواصل حتى الرابع عشر من الشهر الجاري.
المعرض الذي يقام في الحي الذي يقع في مدينة الجيزة (بالقرب من القاهرة)، تنظّمه مجموعة "ميكروفون" الثقافية بالاشتراك مع مركز "إبداع" و"مشروعنا.. بالعقل نبدأ"، ويعرض أكثر من عشرين ألف كتاب في شارع من شوارع الحي.
أصبحت التظاهرة "تقام أكثر من أربع مرات سنوياً مع ازدياد في عدد العناوين المعروضة وتنوّع مواضيعها مقارنة بالدورات السابقة"، بحسب بيان المنظّمين الذي يشير إلى مشاركة العديد من المكتبات ودور النشر مثل "عصير الكتب"، و"بتانة"، و"تكوين"، و"مدارات"، و"يسطرون"، و"مكتبة مصر"، و"بوكابيكيا" وغيرها.
يتكوّن المعرض من سبعة أركان، هي: كتب عربية جديدة، وكتب عربية قديمة وتراثية، وكتب إنكليزية جديدة، وكتب إنكليزية قديمة، وكتب الأطفال، وتبادل الكتب، وركن للأعمال الفنية والخط العربي والمشغولات اليدوية.
الكتب المعروضة متنوّعة في كافّة المجالات من الفكر والأدب والفن والتاريخ والعلوم الإنسانية والاجتماعية، وتعدّ مساحة للطلبة والباحثين على وجه الخصوص، الذين يجدون حاجتهم في معارض الكتب المستعملة والجديدة المخفّضة.
يُذكر أن "ميكرفون" من المبادرات المستقلة وغير المدعومة من أي جهة، وتهدف إلى تشجيع القراءة والوصول إلى قراء لا يمكنهم شراء الكتب بأسعار السوق، حيث أقامت فعاليات عدّة منها "كتب ببلاش"، ثم "كتب للتبادل"، و"مكتبة متنقلة"، و"معرض كتاب أرسطو"، و"معرض كتب المنيل"، و"بحر الكتب".