ارتكز الرقص والغناء بشكل أساسي على الموسيقى مع احتفاظهما بصورة أكبر بـ الأساطير الأرمنية التي تعود إلى الألف الأول قبل الميلاد، لكن بعض الاختلافات طرأت عليها نتيجة تفاعل الأرمن كمواطنين داخل الاتحاد السوفييتي طوال سبعة عقود فاسترشدت بعض الرقصات بالباليه، إضافة إلى تأثيرات أخرى أوجدتها انتشار الأرمن منذ أوائل القرن الماضي في العديد من المنافي في بلاد الشام وأوروبا وأميركا.
تقيم "مجموعة آني الأرمنية للرقص" عند السابعة من مساء اليوم الأحد على خشبة "مسرح الشمس" في عمّان حفلاً بمناسبة مرور عام على تأسّسيها، وكانت المجموعة قد قدّمت عرضاً أمس في الموعد نفسه.
في حديثها لـ "العربي الجديد"، تشير مديرة المجموعة ومدربة الرقص آني كاراليان أن مجموعتها تحمل اسم مدينة آني التي أنشئت في القرن العاشر الميلادي عاصمة لمملكة باغراتيد الأرمنية التي قامت في منطقة قارص ضمن حدود تركيا الحديثة.
تضيف "كان الهدف الأساسي من تأسيس "آني" هو استعاده طقوس الزفاف في حفلات أعراس الأردنيين من أصول أرمنية، والتي غاب معظمها مع تقادم الزمن، وتتلخّص بمجموعة ممارسات لها دلالاتها الميثولوجية مثل وضع كسرة خبر على كتفي العروسين طلباً للبركة، وكسر صحنين في إشارة إلى الخلاص من الحياة القديمة والبدء في حياة جديدة.
تلفت كاراليان إلى أنها استطاعت خلال العام الماضي أن تدرّب أربعين راقصة وراقصاً ضمن فئات عمرية تبدأ من أربع سنوات وصولاً إلى سن العشرينيات، بقصد إحياء تراث بلادها لدى جيل الصغار والشباب الذي أصبح بعيداً عنه زمنياً وجغرافياً.
تتابع "الفرقة تتكوّن من راقصين ينتمون إلى الأردن وسورية والعراق وفلسطين، ويقدّمون العديد من الرقصات منها رقصة المحاربين التي كان يقومم بتأديتها الجنود والمقاتلون الأرمن قبل التوجه للقتال من أجل تعزيز الروح القتالية وإحيائها وهزيمة الخوف، ورقصات وثنية كانت حكراً للطبقة الأرستقراطية وتؤدّى في المعابد، إلى جانب رقصة باسم باقة من بلاد الشام مستمدّة من تراث سورية والأردن وفلسطين ولبنان تحية لشعوب هذه المنطقة التي وقفت إلى جانب الشعب الأرمني".