غير أن هذا الحضور لا يبدو متجسّداً في كتابات بعينها تصنّف باعتبارها "نسوية"، وإذا تمّ ذلك فمن خلال أعمال - غالباً دراسية - تطرح بشكل مباشر قضايا المرأة في المجتمعات العربية، في الوقت الذي تتسرّب فيه النزعة النسوية إلى ميادين مختلفة من الفنون التشكيلية إلى الكتابة الأدبية، مروراً بالسينما والمسرح وغيرهما.
مؤخراً، صدر عن منشورات "هنّ" في القاهرة، كتاب "السيدة كليمونتين" للكاتبة التونسية أمل خليف، والذي يجري تقديمه السبت المقبل في فضاء "أفانسي" في تونس العاصمة.
كتابٌ صُنّف كعمل نسويّ، وهو ما يمكن التقاطه من قراءات أولى منتشرة على صفحات التواصل الاجتماعي، وأيضاً من المؤسسة التي أصدرته؛ "هنّ"، وهي أوّل مؤسسة عربية متخصّصة في نشر الأدب النسوي والتعريف به من خلال أعمال لكاتبات عربيات وأخرى مترجمة.
في حديث إلى "العربي الجديد"؛ تقول المؤلفة عن إصدارها "في تقييمي الشخصي، فـ"السيدة كليومنتين" عمل نسوي باعتبار أنه يحمل حالة، لا فكرة، هو رفض وتنديد بشكل الحياة التي تفرضه الذكوريّة في العالم، وحنين إلى عالم أنثوي أكثر جمالاً واتساعاً ومحبة ومشاركة".
حول الجنس الأدبي الذي اختارته لتمرير هذه الرؤية، تقول: "العمل عبارة عن مجموعة نصوص، لا أحب تصنيفها، هي مونولوغات واستحضار ذكريات لسيّدة لا نعرف عن تفاصيلها سوى أنها مسجونة في مستشفى". تضيف "نصوص "السيدة كليومنتين" كتبتُها على مدى سنتين لأجمع حوالي ثلاثين نصاً".