بعد أن فُقد حجرٌ أثري يحتوي على نقوش باللغة اللاتينية في موقع سبيطلة (أقصى غرب تونس) يعود إلى العصر الروماني، في الليلة الفاصلة بين الخميس والجمعة الماضيين، أعلنت السلطات التونسية أمس أنه جرى العثور على المعلم المختفي في موقع قريب ولكن مكسوراً إلى نصفين.
يفتح الحادث على مسألة تأمين المواقع الأثرية التونسية، فإضافة إلى تهديدات التهريب التي تعرفها كل آثار المنطقة العربية، تشير الحادثة إلى أخطار أخرى تهدّد الآثار، فالقطعة الأثرية – كما صرّح بذلك مسؤولون عن الموقع إلى وسائل إعلام محلية – جرى كسرها لاعتقاد من سرقوها أنها تحتوي على كنز، فلما تبيّن خواؤها جرى رميها في وادٍ قريب من الموقع الأثري.
يتزامن ذلك مع نشر وزارة الداخلية التونسية مؤخراً تقريراً عن تهديدات الآثار، حيث أنه في السنة الماضية تم الكشف عن 30 محاولة سرقة، كما جرت الإشارة إلى ظاهرة نبش الآثار والتي يعود بعضها لأغراض تتعلّق بعميات الشعوذة. بحسب التقرير استعادت الشرطة التونسية استعادة 81 قطعة أثرية، كما تم الكشف خلال العام عن 348 عملية تزوير للآثار.
وكانت تونس شهدت في الشهر الماضي ضجّة بسبب طمس موقع أثري بالقرب من مدينة المهدية أثناء أشغال تهيئة ميناء. لعلّ هذه الحوادث تؤكّد أن حماية الآثار لا يتمثّل فقط في وقف نزيف التهريب، فالإهمال وقلّة الحراسة والجهل لا يقل إهداراً للآثار من المهربين.