الغيوانيات هي لون موسيقي مغربي يشكّل حالة وجدانية ومقامية، يصفها الناقد والباحث الموسيقي المغربي محمد همام في دراسة له بأنها "شكل يتداخل فيه ما هو نفسي وما هو مقامي وما هو فردي وما هو جماعي، وما هو إيقاعي وما هو صوتي، بل وتتداخل الفرق التي تؤديها بجمهورها بشكل جنوني وصاخب".
يضيف همام "تتشابك الدلالات بالتأويلات بالانتظارات وبالمعاناة وبالأمل مع كثير من الألم والعذاب. لهذا استطاعت العناصر المشكّلة لهذه الموسيقى ترك بصمات خالدة على أغانيها وعلى شكل أدائها".
وقد أسّس هذا الشكل من الغناء مجموعات وفرق من أبرزها؛ "المشاهب"، و"ناس الغيوان"، و"إزنزارن"، و"جيل جيلالة"، و"السهام".
غناء هذه الفرق كان شعبياً بمعنى أنه غنّى لقضايا الإنسان وبؤسه وأحلامه، لكن ما قد تفعله هذه المهرجانات عادة هي تحويل ذلك الوعي الموسيقي والملتزم الذي كان يحاكي هموم الشعب السياسية والاجتماعية، إلى فلكلور يعاد استخدامه لأغراض سياحية.
وهذا ما يوحي بها بيان التظاهرة الذي يوضّح أن "الجماعة الحضرية للدار البيضاء كانت قد جرّبت مهرجانات عديدة تحت مسميات كثيرة، لكنها لم تعط النتائج المرجوة، لذا قرّر الأعضاء العودة إلى أصل ما ميّز العاصمة الاقتصادية لإعطاء إشعاع ثقافي للمدينة".
وأضاف البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية، أنه جرى تجميع كلّ التظاهرات الصغيرة المتفرّقة لتشكل مهرجاناً دولياً يقدم الظاهرة الغيوانية "التي ساقت الفن المغربي إلى العالم".