"هويات كوريغرافية": أجساد تسائل الراهن

12 سبتمبر 2019
(من عرض الافتتاح)
+ الخط -

يعدّ المشهد الكوريغرافي في كلّ من لبنان وتونس الأكثر نشاطاً في العالم العربي، حيث راكم كلا البلدين العديد من التجارب والخبرات بعد منتصف القرن الماضي، وربما يتميّز الأخير بتعدّد الفعاليات التي تتنظم في مدّن عدّة، وتتبنّاها غالباً فضاءات ثقافية مستقلة.

بعد حوالي ثلاثة عقود، التفتت المؤسّسة الرسمية في تونس إلى الرقص فتأسّست "أيام قرطاج الكوريغرافيّة" العام الماضي، التي اعتُبرت تظاهرة نوعية رغم تأخر انعقادها، وقد توجّهت عروضها إلى صلة هذا الفن بالواقع السياسي والاجتماعي تحت شعار "لا رقص دون كرامة الجسد".

مساء أمس الأربعاء، انطلقت تظاهرة "هويات كوريغرافية" على خشبة "مسرح الأوبرا" في مدينة الثقافة بتونس العاصمة وتتواصل حتى بعد غدٍ السبت، بتنظيم من "المركز الكوريغرافي التونسي".

يحتضن "مسرح المبدعين الشبان" أربعة عروض تُقام جميعها عند السادسة والنصف مساء، وكان الافتتاح مع بمجموعة من العروض المنفردة التي قدّمها عدد من الكوريغرافيين؛ هم: هشام الشبلي، وإلياس التيكي، وأميمة المناعي، وباديس حشاش .

أمّا اليوم الخميس، فيُقدَّم عرض "نقطة سوداء" للمخرج قيس بولعراس، وهو من أداء كلّ من الممثّلين كوثر محلة، وسارة مقدم، وساندرا فرحات، وقيس بولعراس نفسه. ويرصد العمل انفعالات امرأة انقطعت السبل أمامها بعد أن حاولت جاهدة إنقاذ ما تبقّى منها في مجتمع لا يراها سوى ملكية خاصة تُباع وتُشترى.

ويتكوّن العرض من لوحات راقصة ترصد ثلاث حالات متداخلة من الحيرة والحزن والترقب، في محاولة للثورة على الماضي، والرقص غضباً من الحاضر، وصولاً إلى ذروة الصراع داخل الجسد نفسه، والذي يختزن كلّ هذه الانفعالات التي تزيد من تشتته وإجهاده.

ويُقدَّم مساء غدٍ الجمعة العرض الأول لـ"شوشرة" الذي يُعاد تقديمة يوم الختام، وهو من تصميم وأداء سليم بن صافية ومروان الرويني، اللذين يتناولان معنى الإبداع الفنّي في حدّ ذاته. ويسائلان دور الفنان وقدرته على التماسك، ووفاءه لأفكاره في سياق الفعل الإبداعي، وتأثره بالأحداث التي جدّت في العالم العربي وبمآلها السياسي.

دلالات