وعكة صحية ألمّت بكاتبة الطفل والرسّامة التسعينية جوديث كير (1923-2019)، قبل أيام، رحلت على إثرها أمس في منزلها، وفق ما أعلنت ناشرتها آن جانين مورتا، من دار "هاربر آند كولينز" للصحافة البريطانية، مضيفة "لقد خاضت الحياة كمغامرة، وعاشت كل يوم بكل ما في الكلمة من معنى".
بدأت الكاتبة البريطانية الألمانية النشر وهي في الأربعين، مع قصة للأطفال بعنوان "النمر الذي أتى لشرب الشاي" وحين بلغت الرابعة والثمانين كانت مبيعات هذه القصة قد وصلت إلى المليون.
على مدار خمسين عاماً من عمرها، نشرت أكثر من ثلاثين كتاباً، منها ما قُدّم في سلسلة من قصص "عائلة من القطط"، كما سردت حياة أسرتها عبر أوروبا مع وصول النازيين إلى الحكم في ألمانيا من خلال قصة بعنوان "حين سرق هتلر الأرنب الوردي".
في الأسبوع الماضي، حصلت كير على لقب "رسّامة العام" في حفل توزيع جوائز الكتاب البريطاني، أما كتابها الجديد فسينشر الشهر المقبل تحت عنوان "لعنة أرنب المدرسة" ، الذي وصفته HarperCollins بأنه "قصة مضحكة لصبي وأرنب يصادفهما كثير من الحظ السيئ".
وُلدت كير في برلين بين الحربين لأبوين مشهورين، كان والدها ألفريد ناقداً مسرحياً وكاتب عمود في الصحف ووالدتها جوليا فكانت مؤلّفة موسيقية، حيث أُجبرت العائلة اليهودية على مغادرة ألمانيا في عام 1933، وهربت أولاً إلى سويسرا ثم فرنسا قبل أن تستقرّ في إنكلترا بعد ثلاث سنوات.
هذه هي الرحلة التي أصبحت موضوع كتابها "حين سرق هتلر الأرنب الوردي"، وصدرت كثلاثية تضمّ سيرة هجرتها مع عائلتها، وعُرضت هذه الرحلة في فيلم سينمائي اقتبس عن الرواية، التي كانت الجزء الأول من ثلاثية روائية تضمّنت سيرتها الذاتية.
درست الراحلة في مدرسة داخلية، ثم حصلت على منحة لدراسة الرسم، والتقت بكاتب السيناريو نايجل كينيل الذي أصبح زوجها، وشجعها على التجريب في كتابة السيناريو، لكنها بعد إنجاب طفلين تفرّغت لهما بالكامل، وبدأت رحلتها مع الكتابة للطفل بمحاولة تسلية طفلتها ونفسها أثناء الجلوس في البيت فكتبت "النمر الذي أتى لشرب الشاي".
ظهرت كير نفسها في الرسوم المتحركة، التي حظيت بأكثر من 38 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب، وأصدرت كتاباً عام 2017 يستند إلى إحدى الحكايات الخاصة بوالدها، وبدأت تنشط أكثر في الكتابة والنشر مع التقدّم في العمر، وعن ذلك قالت في حوار مع صحيفة الغارديان: "يقولون إنك تبطئ كلما تقدمت في السن، لكن يبدو أن الأمر عكس ذلك معي".