"من النيل إلى السين: شرقيات الأغنية الفرنسية" عنوان التظاهرة التي تنطلق عند الثامنة والنصف من مساء الخميس، 31 من الشهر الجاري وتتواصل حتى الثاني من حزيران، في "لو هول دو لا شانسون" في باريس بالتعاون مع "معهد العالم العربي".
تستعيد التظاهرة تجارب مغنين اشتهروا في فرنسا وهم من أصول مصرية، ومن أبرزهم داليدا (1933-1987)، وجورج موستاكي (1934-2013)، وغي بيرت (1930-2015)، وكلوكلو أو كلود فرانسوا (1933-1978)، ورضا كير (1908-1963)، وديمس روسيس (1946-2015)، ولويس شديد (1948).
معظم هذه الأسماء ولدت في القاهرة أو الإسكندرية، ولديها أصول متعددة بين المصرية والإيطالية واليونانية إلى جانب الفرنسية، وغالبيتها أيضاً لم تقتصر على الغناء بل كتبت الأشعار التي غنتها وفي بعض الحالات لحنتها أيضاً.
ووفقاً لبيان القائمين على الأمسيات فإن هذه الأسماء الشهيرة التي تكاد أن تكون منسية، "أضاءت اللغة الفرنسية والتاريخ الذي يربط فرنسا بمصر عبر الثقافة الفرنكفونية"، حيث أعادت هذه النماذج تعريف الأغنية الغربية وتطويعها مع الأصوات الشرقية لتظهر بشكل مغاير تماماً عن الأغنية الفرنسية التي تألفها الأذن الغربية.
يستعيد أغنيات هذه المجموعة كل من نسيم بختوي، ولويز غيوم، وأوليفيه حسني، بمشاركة العازفين عبد الله أبو ذكري، وهيلين ركلاد، وسمير حمصي، ومصطفى فهمي، وغريغوار ليتوفيه.
تأتي هذه التظاهرة كواحدة من بين عدة مبادرات، تقدم صورة مغايرة للمجتمع المهاجر عن تلك التي تقدمها وسائل الإعلام، لا سيما بعد التدفق كبير للاجئين من البلاد العربية إلى فرنسا في السنوات الأخيرة، وتعالي أصوات يمينة ترفض اندماج هؤلاء المهاجرين في المجتمع الفرنسي، لتكون هذه الأسماء بمثابة براهين على أن الاندماج والثقافة والإبداع لا تقف في منفى أو مهجر، بل وتؤثر في الثقافة التي تدخل عليها وتقدم إليها صفات وممكنات جديدة.
من جهة أخرى، كان "معهد العالم العربي" قد نظم أمس، يوماً بعنوان "النوبة"، وهذه هي النسخة الخامسة منه، وضمّت فعالياته، معرضاً بعنوان "ملحمة قناة السويس"، كما أتيحت مشاهدة مجموعة معرض "عين مفتوحة على العالم العربي" التي تشمل أعمالاً لـ 240 فناناً من العالم العربي، إلى جانب حفل للموسيقى الشعبية المصرية.