"مديح".. خريطة للتراث الثقافي في الأردن

19 أكتوبر 2019
(من صور مشروع "مديح")
+ الخط -

قبل سنوات قليلة، بدأت دول الاتحاد الأوروبي في رسم خرائط للتراث الثقافي فيها، وسرعان ما انتقل الأمر إلى تركيا والبرازيل، وكان الهدف من رسم هذه الخرائط المساهمة في تطوير نهج استراتيجي لـ تثمين التراث والحفاظ عليه، ثم الوصول إلى فهم كيف يمكن توظيف التراث الثقافي كمورد استراتيجي مستدام.

ويبدو موضوع خرائط التراث الثقافي أكثر أهمية يوماً بعد يوم، خاصة بعد خسارة الكثير من الآثار وتدمير العديد من المواقع التاريخية في بلاد عاشتها الحروب في منطقتنا مثل العراق وسورية، فوجود مثل هذه الخرائط يسهّل من عملية التوثيق والمراجعة.

في هذا الإطار، يقيم "المعهد البريطاني" في عمّان، محاضرة عند السادسة من مساء الإثنين، 28 من الشهر الجاري، يشارك فيها كل من الأكاديمي فادي بلعاوي عميد كلية الملكة رانيا للسياحة والتراث في الجامعة الهاشمية، والأكاديمي البريطاني جيمس سيمثيز، مدير المختبر الرقمي في كلية "كنيغز" في لندن.

تتناول المحاضرة مشروع "مديح"، المخصص لمسح قواعد بيانات التراث الثقافي الرقمي في الأردن، والذي انطلق في شباط/ فبراير الماضي ويستمر حتى شباط/ فبراير 2021، ويسعى إلى التنمية المستدامة طويلة الأجل للإرث الثقافي الرقمي في الأردن.

يرتكز "مديح" على جمع وتحديد قواعد البيانات الرئيسية الهامة والمتعلقة بالإرث الثقافي، والبحث في المعايير والسياسات الناظمة للتوثيق الرقمي في الأردن ومدى مواءمتها للاستراتيجيات الوطنية وتوجه الدولة نحو التحول الرقمي.

يفترض أيضاً أن توفر هذه المشاريع الإحصاءات والمؤشرات الاقتصادية التي تفيد في فهم المساهمة الاقتصادية للتراث الثقافي المادي، وبالتالي تساهم في اتخاذ القرارات القائمة على الأدلة والمتعلقة بحماية وتعزيز التراث الثقافي المادي.

من أهم البيانات التي يساهم رسم هذه الخرائط في فهمها، القيمة الإجمالية المرتبطة بالتراث الثقافي في السياحة والبناء، وكيفية تطوير نظام مراقبة، وبيانات مؤشرات التأثير الاجتماعي -الاقتصادي.

يُذكر أن "مديح" هو مشروع تشاركي بين مختبرات جامعة كينغز الرقمية في لندن والجامعة الهاشمية، ومجلس الأبحاث البريطانية في بلاد الشام، ودائرة الآثار العامة، والجمعية الأردنية للمصدر المفتوح، ومشروع الآثار المهددة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

المساهمون