تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته قرّاءه.
■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- منشغلٌ طوال الوقت بالقراءة والبحث والتفكير في مشاريع جديدة. هذه الأيام أنشغلُ في تجهيز وتنقيح كتاب جديد أتمنى أن يكون جاهزاً في الفترةِ المقبلة.
■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
- على مستوى الإخراج آخر أعمالي مسرحية بعنوان "الشاهد"، وعلى مستوى التمثيل مسرحية "مِدَق الحِنّاء". أما القادم، فأتهيّأ ومنذ فترة لإخراج عمل بعنوان "نَقشْ حِنّه" عن نص لعواطف نعيم وإنتاج وتقديم "الفرقة الوطنية للتمثيل"، ولكن الظروف التي يمرُ بها العراق وصعوبات الإنتاج وتغيّر المسؤولين في الإدارات، والآن وباء كورونا، عوامل أخّرت إطلاق هذه التجربة.
■ هل أنتَ راضٍ عن إنتاجك ولماذا؟
- ما كنتُ يوماً صديقاً للقناعةِ والرضا على مدار تجربتي المسرحية. طموحي الكبير أن أُقدّم عملاً تكامليّاً، لكن ذلك لم يكن ممكناً في الوطن والزمن الذي أعيش، فأنا من جيل الطوارئ؛ أكملتُ دراستي الجامعية طوارئ، وبدأتُ تجربتي ممثلاً مسرحياً ومخرجاً في قسم الدراما الإذاعية في "إذاعة بغداد" طوارئ، وأحببتُ وتزوجتُ وكوّنتُ أُسرة طوارئ،.. إلخ. عايشت زمن الملاحقات والهروب من بلدٍ لآخر، وزمن الانقلابات والحروب والحصارات، وزمن الاحتلال والفتن الداخلية والسيناريو الأميركي الذي لا ينتهي، وأخيراً زمن المنظمات الإرهابية وما فعله التنظيم الإجرامي "داعش" ببلدي. فكيف لمسرحيّ يُحركُ منصة تجربته على أرضٍ تشتعلُ بالحروب وتُسقى بالدم على مدار الساعة أن يكون راضياً على ما قدّم ويُقدّم.
■ لو قُيّض لك البدء من جديد أيّ طريق ستختار؟
- بالتأكيد ذات المسار الذي اخترته. المسار الذي ابتدأ في أول الأمر لُعبة صبي مُغرم بالمشاكل وفتنة اللعب، ثم تطورت هذه اللعبة وصارت وَرطة، وأضحت هذه الورطة رسالة آمنتُ بها حدّ الشغف، أنقذتني من هوسي وضياعي. هذه الورطة الحلوةُ والتي اسمها المسرح جعلت منّي إنساناً، لهذا أنا محبّ لهذا المسار كوسيط جماليّ وضرورة اجتماعية في الإمتاع والفائدة، والانتصار لحرية الكائن البشري.
■ ما هو التغيير الذي تريده أو تنتظره في العالم؟
- على المستوى المحلي، أتمنّى مجيء حكومة تفكر بهذا العراق وما كابده ويكابده الإنسان فيه طيلة أربعين عاماً من القلق والخوف واللاستقرار. أما على مستوى العالم فما أتمناه هو أن تشيع لغة الحوار وتغلّب نزعة استقرار العالم على كل المصالح الضيقة الأخرى.
■ شخصية من الماضي تودّ لقاءها ولم هي بالذات؟
- ليس هناك شخصية بعينها أود لقاءها. سِفر التاريخ يزخر بشخصيات عظيمة محلية وعربية وعالمية من أنبياء وكتّاب وفلاسفة وعلماء وموسيقيين وفنانين وصوفيين وثوار.
■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- الصديق هو الراحل عوني كرومي، المخرج والمفكر المسرحي. هو رفيقي في الحياة والمسرح، معه أنجزت تجارب مهمة على المستوى الإنساني والفنّي، ورحيله عن عالمنا شكّل خسارة كبيرة وجرحاً عميقاً في روحي. بالنسبة لي هو لم يرحل، هو حي معي أحاوره ويحاورني في شؤون الوطن والمسرح والثقافة بشكل يجعلني أكثر صبراً على تجاوز ما أعانيه ويستفزني للحلم وتقديم الأفضل. الأصدقاء لا يرحلون أبداً.
■ ماذا تقرأ الآن؟
- عادة أقرأ أكثر من كتاب في الآن نفسه. معي الآن المجموعة الكاملة للشاعر والدبلوماسي الفرنسي سان جون بيرس، كما أنني بصدد قراءة ثانية لكتاب "نظرية العرض المسرحي" لجوليان هيلتون بترجمة نهاد صليحة، أما الكتاب الثالث فهو "العملية الإبداعية في فن التصوير" من تأليف شاكر عبد الحميد.
■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- سماعي للموسيقى والأغاني يرتبط بالمزاج الذي يحكمني وبحسب اللحظة التي أكون عليها. بشكل عام، أنا دائم السماع للموسيقى والأغاني العراقية والعربية وما يسمح لي به الوقت في متابعة المنجز الموسيقي والغنائي العالمي، وهذا مهم لتنمية الحس الفني وسقاية مداركه الإبداعية. أقترح "البوليرو" لموريس رافيل، وأيضاً بعض أعمال كاظم الساهر وحسين نعمه ومحمد عبد الوهاب ومحمد فوزي وكارم محمود والمطربة التونسية ذكرى.
بطاقة
مخرج وممثل وباحث مسرحي عراقي من مواليد 1947. مؤسس ورئيس "محترف بغداد المسرحي"، كما سبق له إدارة "الفرقة القومية للتمثيل" و"فرقة المسرح الوطني العراقي". من المسرحيات التي أخرجها: "رجل الله" (1972)، و"قارب في غابة" (1982)، و"مرحباً أيتها الطمأنينة" (1988)، و"من يهوى ضحك الأطفال" (1991)، و"الدائرة" (1997)، و"الحفار" (2002)، و"سيرك معاصر" (2007).