الذاكرة البصرية الممتدّة لقرون ماضية، وما تمنحه من معرفة وأدوات لإنتاج مشاريع تشكيلية وفوتوغرافية ورقمية وسينمائية وسواها من الفنون هو المحور الأساسي لبرنامج "فلسطين الحضارة عبر التاريخ" الذي أطلقته "دارة الفنون" في عمّان، مطلع الشهر الجاري ويتواصل حتى نهاية أيلول/ سبتمبر المقبل.
تتزامن التظاهرة مع مرور 100 سنة على وعد بلفور، وسبعين على قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين، وخمسين عاماً على حرب 1967، في محاولة لإبراز دور المدوّنة التاريخية والبصرية في تكذيب السردية الإسرائيلية وتقويضها، من خلال النسيج الذي تمثّله الرواية العربية بوحدة الأرض الفلسطينية التاريخية وملمحها العربي، بحسب المنظّمين.
تصدّر غلاف الكتيّب الذي يحتوي برنامج الاحتفالية الخريطة التي وضعها محمد الادريسي (1099 – 1165) وتشتمل على تخطيط لمنطقة سورية وفلسطين وسيناء في القرن الثاني عشر الميلادي، كما افتتحت مقدّمته بكلمات لـ خليل السكاكيني، إضافة إلى صور لأعمال فنية لرسّامين أوروبيين وعرب، وأعمال لفنانين روّاد، وفوتوغرافية لمدينة القدس ومعالم فلسطينية قديمة.
"كيف تروي قصة فلسطين رقمياً باللغتين العربية والإنكليزية؟" عنوان ورشة "ريمكس فلسطين" التي تُعقد عند الثانية عشرة من ظهر السبت المقبل، وتقدّم خلالها المخرجة روان الضامن أكثر من 60 ساعة وثائقية يمكن استخدامها في منصّات التواصل الاجتماعي والواقع التثقيفي والتعليمي، من خلال عرض قضايا اللاجئين والعودة، والأسرى والإضراب عن الطعام، وتاريخ مدن فلسطينية.
يتضمّن البرنامج أيضاً لقاء مع وداد قعوار التي تتحدّث عن رحلتها التي بدأت من بيت لحم، لجمع ذاكرة الأزياء والأثاث والبيت في فلسطين، ومحاضرة لـ عايدة النجار بعنوان "تاريخ الصحافة الفلسطينية (1900 – 1948)"، وأخرى للأكاديمي عصام نصّار حول بدايات التصوير الفوتوغرافي في فلسطين، إضافة إلى معرض "الاستهلاك الوطني ونزع الحساسية" لـ لورا السروجي.
كما تُعرض مجموعة من الأفلام الوثائقية، منها "النكبة" بأجزائه الأربعة لـ روان الضامن، وعروض موسيقية من بينها "فرقة نوى: المؤسسة الفلسطينية للتنمية الثقافية"، وحوارات حول المشهد الموسيقي الفلسطيني خلال عصر النهضة الموسيقية بداية القرن الماضي.