ذا غارديان عن مطار تيفور: قاعدة لحرب محتملة بين إيران وإسرائيل

نشرت صحيفة ذا غارديان البريطانية تقريراً عن مطار تيفور العسكري بريف حمص، الذي شهد ضربة إسرائيلية الشهر الماضي، والذي تتخذه المليشيات الإيرانية قاعدة لها.

وتصف الصحيفة البريطانية المطار بأنه نقطة المواجهة بين إسرائيل وإيران في سورية، وهو المطار الذي يقع في وسط سورية ويعد من أكبر قواعدها الجوية. ويعد المطار حصناً صحراوياً يضم العشرات من هنغارات الطائرات التي تحمي المقاتلات الروسية من طراز سوخوي.

ويتمتع المطار بتحصينات سوفييتية منحته الحماية التي أدت إلى استمرار استخدام قوات النظام السوري له في اعتداءاتها المتكررة ضد السوريين على مدى الأعوام السبعة الماضية.

إلا أن المطار يحمل أيضاً ندبات من هجوم صاروخي شنه تنظيم "داعش" الإرهابي ضده عام 2016، وأدى إلى حرق أربع طائرات مروحية.

وتتابع الصحيفة أنها ترى المطار يتحول إلى نقطة تركيز حرب صاعدة وربما تكون شديدة التدمير، وليست بين الأطراف السورية وإنما بين قوتين إقليميتين هما إسرائيل وإيران.

وتتخذ إيران من المطار قاعدة عسكرية، وتقول إسرائيل إن الطائرات المسيرة عن بعد والتي تخرق مجالها الجوي تنطلق منه.

وتستعين الصحيفة بعدد من صور الأقمار الصناعية التي تعود للشهر الماضي، وتظهر نتيجة الضربة الإسرائيلية ضد القوات الإيرانية المتمركزة فيه. والتقطت هذه الصور بعد 48 ساعة من ضرب طائرة إف 15 للمطار، وفقاً لمصادر روسية وأخرى من نظام الأسد.

وقتل في هذه الضربة سبعة عسكريين إيرانيين، وفقاً لوكالة تسنيم الإيرانية، التي نشرت صوراً تكشف أضراراً مطابقة لصور الأقمار الصناعية التي حصلت عليها الصحيفة البريطانية.

وكان الجيش الإسرائيلي قد نشر صوراً جوية في مراحل سابقة لطائرات مسيرة عن بعد تنطلق من أحد هنغارات المطار. وقال رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق آموس يالدين لـ"الغارديان"، إن "فرص التصعيد تجاه نزاع عسكري شامل في سورية في أعلى مستوياتها. لا شك بأن إيران تخطط من جانبها للرد وعلينا أن ننتظر".

وتتابع الصحيفة أن بنيامين نتنياهو حاول دائماً توجيه اللوم إلى إيران واصفاً نظامها بأنه "نظام إرهابي". وأشارت في تقريرها إلى الأدلة التي عرضها نتنياهو على "كذب" إيران في ما يتعلق ببرنامجها النووي. وهي مداخلة أتت بعد أسبوعين من إعلان ترامب نية بلاده الانسحاب من الاتفاق النووي الذي تم توقيعه عام 2015.

ومنذ بدء الثورة السورية عام 2011، نفذت إسرائيل أكثر من 100 غارة على مواقع داخل سورية مستهدفة دائماً مواقع تابعة لمليشيات إيرانية أو عملائها، مثل مليشيا حزب الله اللبنانية، والتي كانت دائماً الذراع الإيرانية في لبنان، على حد وصف الصحيفة.

إلا أن الإجماع في دوائر المخابرات الإسرائيلية حالياً أن الحرس الثوري الإيراني هو الذي سيتولى الرد الإيراني بدلاً من حزب الله، الذي وصف زعيمه الضربات على تيفور بأنها "غلطة تاريخية" تضع إسرائيل في مواجهة مباشرة مع إيران.

كما حذر علي شيرازي، المتحدث باسم آية الله خامنئي، من الرد الإيراني "إذا أرادت إسرائيل الاستمرار في وجودها الشرير... فيجب عليها تجنب الخطوات الغبية"، وفقاً لوكالة فارس للأنباء. وأضاف "باستطاعة إيران تدمير إسرائيل".

وترى إسرائيل أن دعم إيران لنظام الأسد قد تضخم خلال الحرب السورية ليشمل كميات ضخمة من الأسلحة والتي يتم إدخالها أحياناً كمساعدات إنسانية، بالإضافة إلى القوات على الأرض.

 ومنذ العام 2015 استخدمت إيران طائرات الشحن المدنية لنقل الطواقم العسكرية من مطار مهراباد في طهران. كما تم جلب العديد من الأجهزة العسكرية المتطورة بما فيها الطائرات المسيرة عن بعد.

كما أن طائرات من غير طيار قد تم وضعها في مطار دمشق الدولي ولكنها نقلت تدريجياً إلى قواعد أخرى في سورية. ويعتقد أن هذه القوات تعمل في دمشق وحلب ودير الزور.

وتنقل الغارديان عن علي الفونة، وهو الباحث في المجلس الأطلسي: "كان هدف طهران محدوداً بالحفاظ على نظام الأسد وضمان ممر يربط طهران بلبنان".

وأضاف "إلا أنه ومع تحقيق هذه الأهداف، تحاول الجمهورية الإسلامية الحفاظ على مستوى نزاع منخفض مع إسرائيل، بهدف تذكير الأخيرة بالكلفة العالية للغارات الإسرائيلية ضد إيران في المستقبل".

أما وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، فقد كان قد نفى استخدام الطائرات المسيرة عن بعد، نافياً أيضاً أن يكون التيفور قاعدة إيرانية. إلا أن المصادر الإسرائيلية العسكرية ناقضت التصريحات الإيرانية مؤكدة وجود هذه الطائرات في تيفور.

وتبع الضربة الأخيرة نشر الاستخبارات الإسرائيلية صوراً لما قالت إنه القواعد العسكرية الإيرانية في سورية، في محاولة منها لردع إيران عن الرد، كاشفة أنها على علم بجميع التحركات الإيرانية في سورية.

وتتابع الغارديان أن هذا التكتيك قد يكون ناجحاً، حيث إن ضربة صاروخية، يوم الأحد، استهدفت مستودعاً لصواريخ أرض أرض إيرانية، لم تتبنَه إسرائيل، ولم يتبعه رد إيراني.