تستمر ولاية غوتيرس لأعوام خمسة، قابلة للتجديد لولاية إضافية، إذا تمكّن من الحصول على الأصوات اللازمة في حينه. وتأمل الكثير من الدول الأعضاء أن ينعكس التوافق الذي شهد انتخاب غوتيرس، على عمله، ويساعد في سد الفجوة بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن، خاصة الولايات المتحدة وروسيا. لا سيما في ما يتعلق بالكثير من الملفات العالقة والأزمات التي يشهدها العالم، بما فيها سورية واليمن وليبيا والملف الفلسطيني، وأزمة اللاجئين، وإصلاحات داخل منظمة الأمم المتحدة.
وعلى الرغم من الرمزية الكبيرة التي يتصف بها مركز الأمين العام للأمم المتحدة، إلا أنّ عمله لا يتقصر على تلك الرمزية، فهو يترأس منظمة تصل ميزانيتها إلى المليارات سنويا. وتلعب الأمم المتحدة دوراً رئيسياً في جذب الانتباه لقضايا عدة، واتخاذ الخطوات الفعالة بشأن حل القضايا المعقدة التي يواجهها العالم.
وشغل غوتيرس منصب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين لعشرة أعوام حتى نهاية عام 2015. كما شغل منصب رئيس وزراء بلاده بين عامي 1995 و2002.
وأعربت العديد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن عن ارتياحها لترشيح مجلس الأمن لغوتيرس، خاصة بسبب موجات اللجوء الأضخم التي يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية، إذ وصل عدد اللاجئين والنازحين حول العالم، إلى أكثر من 65 مليون شخص، بحسب إحصائيات رسمية للأمم المتحدة.
وسبق اختيار غوتيرس، الكثير من الجدل ومبادرات منظمات المجتمع المدني، التي طالبت بأن تشغل امرأة منصب الأمين العام للأمم المتحدة، إذ لم يسبق وأن تقلدت هذا المنصب أي امرأة من قبل.
وكان من بين المرشحين الـ13 الكثير من النساء البارزات، بمن فيهن البلغارية إيرينا بكوفا، وتشغل حاليا منصب المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو)، والنيوزيلاندية هيلين كلارك، وشغلت منصب مديرة برنامج الأمم المتحدة للتنمية، كما سبق أن شغلت منصب رئيسة وزراء بلادها لولايات ثلاث.
وحصل غوتيرس على تأييد أغلبية أعضاء مجلس الأمن خلال المراحل السبع التي شهدها التصويت.
وأكد العديد من المراقبين أن خبرة غوتيرس الطويلة والعميقة في الأمم المتحدة تجعله الأنسب، خاصة فيما يتعلق بتوليه منصب المندوب السامي لشؤون اللاجئين، والذي أتاح له النظر عن كثب فيما تخلفه الصراعات التي تشهدها مناطق عديدة في العالم.
يذكر أن هذه كانت جولة التصويت الثامنة لانتخاب مرشح لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، إذ سبقتها سبع جولات انتخاب شهدها مجلس الأمن الدولي، خمس منها لم تكن ملزمة. ويقوم مجلس الأمن بترشيح الشخص الذي يراه ملائماً لمنصب الأمين العام للجمعية العامة، 193 دولة، والتي تقوم بدورها بالمصادقة على المرشح أو رفضه.