غادر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، القاهرة، يوم السبت، في زيارته الرسمية الأولى إلى الولايات المتحدة، تلبيةً لدعوة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والذي سيلتقيه في البيت الأبيض اليوم الإثنين. ويحاول السيسي من خلال الزيارة استرجاع مكانة ودور مصر في الحسابات الأميركية تجاه منطقة الشرق الأوسط، وتحسين صورة نظامه في دوائر صنع القرار بواشنطن، للحصول في المقابل على مزيد من المساعدات، أو الحؤول، على الأقل، دون تقليص المساعدات الباقية في المرحلة المقبلة، فضلاً عن سعيه إلى ترويج التصوّر المصري لحل الأزمة الليبية، والحصول ربما على ضوء أخضر أميركي لتعزيز الدور المصري في ليبيا.
وأفاد مصدر دبلوماسي مصري بأن السيسي سيلتقي خلال اليوم الأول من الزيارة أعضاء في الكونغرس عن الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ورؤساء عدد من اللجان في مجلسي النواب والشيوخ، وعدداً من ممثلي المنظمات اليهودية الأميركية والعالمية، كذلك سيعقد اجتماعاً مع قيادات غرفة التجارة الأميركية ورؤساء عدد من الشركات الأميركية.
وأشار المصدر إلى أن اللقاءات التي ستتم على هامش اللقاء بترامب تكتسب أهمية مضاعفة، لأن السيسي راغب في تكوين "لوبي" له في دوائر صنع القرار الأميركي، مستغلاً علاقته الجيدة بقيادات الحزب الجمهوري وممثلي المنظمات اليهودية الذين استقبلهم أكثر من مرة خلال العامين الماضيين في القاهرة. كذلك يراهن عليهم في زيادة المعونة الأميركية العسكرية لمصر وعدم المساس بالمعونة الاجتماعية التي من الممكن أن تتضرّر بقرار ترامب تخفيض المساعدات الأميركية للخارج، وفق المصدر نفسه.
وأفاد مصدر دبلوماسي مصري بأن السيسي سيلتقي خلال اليوم الأول من الزيارة أعضاء في الكونغرس عن الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ورؤساء عدد من اللجان في مجلسي النواب والشيوخ، وعدداً من ممثلي المنظمات اليهودية الأميركية والعالمية، كذلك سيعقد اجتماعاً مع قيادات غرفة التجارة الأميركية ورؤساء عدد من الشركات الأميركية.
في المقابل، توقّع المصدر أن يواجه السيسي مطبات عدة خلال لقاءاته، لا سيما في ما يتعلق بأوضاع حقوق الإنسان في مصر، وبالتعامل مع المجتمع المدني والإعلام والقضايا التي ينظر بها القضاء المصري والمتهم فيها عدد من المصريين الحاملين للجنسية الأميركية. وأشار إلى أن ترامب نفسه سيكون الأقل اهتماماً بمثل هذه الملفات، بحسب تقرير أعدته السفارة المصرية في واشنطن. لكن وزارة الخارجية أعدت للسيسي مذكرات دبلوماسية للرد على هذه المسائل لتحسين صورته بين الدوائر التي يُخطط لاختراقها. ومن المرتقب أن تترافق زيارته إلى الولايات المتحدة مع مسيرات مؤيّدة للسيسي، جرى التخطيط لها من قبل دوائر النظام، مع احتمال تنظيم تظاهرات مناوئة له من قبل معارضيه.
على مستوى آخر، أوضح المصدر المصري أن القضية السورية لا تمثّل محوراً مهماً في اللقاءات المرتقبة للسيسي، كون الخارجية الأميركية لا تعتبر مصر لاعباً رئيسياً فيها، ونظراً لعلاقاتها الملتبسة مع روسيا والسعودية وما عكسته على مواقفها من ضعف. إلا أن القضية الليبية ستكون في مقدمة المسائل التي ستتم مناقشتها، إذ يخطط السيسي لطرح رؤية شبه متكاملة لتكوين حكومة ليبية جديدة، مع ضمان وضع خاص سياسي وعسكري لحليفه، اللواء خليفة حفتر، وإعطاء رئيس "حكومة الوفاق"، فائز السراج، وحلفائه، مناصب وزارية وعسكرية، ثم نزع سلاح "المليشيات الإسلامية"، ورفع حظر توريد الأسلحة لحفتر باعتباره قائداً للجيش الرسمي الحكومي، وفق ما ذكر المصدر.
وفي ما يتعلق بمحاولة النظام الترويج لصورة جماعة "الإخوان المسلمين" بوصفها إرهابية وسعيه إلى شيطنتها في هذا الاتجاه، رجّح المصدر أن تكون هذه المسألة على رأس أولويات السيسي في لقاءاته بترامب ونواب الحزب الجمهوري تحديداً. بالإضافة إلى ذلك، سيحاول السيسي استغلال العمليات العسكرية التي تشنها مصر ضد تنظيم "ولاية سيناء" التابع لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سيناء، لإقناع إدارة ترامب بأن ما يعتبره مساهمة مصر في الحرب الدولية على الإرهاب، تتطلب زيادة المساعدات الأميركية استخباراتياً وعسكرياً لها، على حد تأكيد المصدر الدبلوماسي المصري.
وفي السياق، أعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية، قبل مغادرة السيسي القاهرة، أن برنامجه سيتضمن لقاء كل من رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم، ومديرة صندوق النقد الدولي، كريستين لاغارد، لبحث فرص تعزيز التعاون القائم بين مصر والمؤسستين الدوليتين في مختلف المجالات الاقتصادية.