ويرى الباحث الليبي في العلاقات الدولية، مصطفى البرق، بأنّ "التحول المفاجئ لحفتر بعودته إلى موسكو بعد رفضٍ دام لأيام، مؤشر على ارتباك موقفه، حيث أنه قد يواجه نتائج غير مقبولة في قمة برلين، من شأنها إفشال مشروعه العسكري".
ولاحقاً، قال وزير الخارجية بحكومة "الوفاق"، محمد سيالة، إن روسيا أبلغته بأنها تمارس ضغطاً على حفتر للتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار، وفق الصفحة الرسمية للوزارة.
لكن البرق يؤكد في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن حفتر، الذي قيل إنه غادر غاضباً بعد أن انتظر لساعات طويلة مقابلة الرئيس بوتين، يبدو أنه لم يعلن رفضه للاتفاق، ولكنه ترك الباب موارباً ليترك فرصة للتراجع وفق المتغيرات الدولية المتسارعة.
ويبدو من خلال الإعلانات المتوالية لعواصم العديد من الدول الكبرى، التي أكدت مشاركة رؤسائها في قمة برلين، أن نتائجها ستكون أكثر فعالية من نتائج المبادرات الدولية السابقة، بحسب البرق، ولذلك، فإنّ حفتر لا يزال يدور في حلقة مفرغة، ولم يحدّد اتجاهه، محاولاً استثمار ما يمكن استثماره، خصوصاً محاولة موسكو المستمرة في الاستحواذ على جزء من مفاتيح حلّ الأزمة الليبية، لضمان استمرار وجوده في المشهد الذي يمكن أن يفرزه لقاء برلين.
من جهته، يؤكد المحلل السياسي الليبي، عبد الحميد المنصوري، رأياً سابقاً أدلى به لـ"العربي الجديد"، بأنّ روسيا لديها الإمكانيات والقوة لإرجاع حفتر لبيت طاعتها، فكما أرغمته على القبول بوقف إطلاق النار، يمكنها أن ترجعه رغماً عنه لموسكو لمواصلة جهودها للتوسط في ليبيا.
ويرى المنصوري في حديثه الجديد لـ"العربي الجديد"، أن الساعات الفاصلة عن يوم الأحد المقبل ستشهد تحركات كثيفة وعلى مستويات عالية، قد تكشفها أو تؤشر إليها الاتصالات المعلنة بين رؤساء الدول.
حفتر يشكر صديقه
وشكر حفتر في رسالة، اليوم الجمعة، بوتين على جهوده لإنهاء الحرب في بلاده. وقال، في الرسالة التي وجّهها للرئيس الروسي ونشرها الكرملين: "فلاديمير بوتين، صديقي العزيز! أعرب عن امتناني الشخصي وتقديري لجهود روسيا الاتحادية لإحلال السلام والاستقرار في ليبيا".
"حفتر رجل لا يوثق به"
ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حفتر، بأنه "رجل لا يوثق به". وأضاف في تصريحات للصحافيين عقب صلاة الجمعة في مدينة إسطنبول التركية، أن حفتر "واصل قصف مدينة طرابلس بالأمس". وتابع "سنرى ذلك في برلين بشكل مفصل، وسنرى ماذا سيفعلون بعد يوم أو يومين فوراً مما سيقولونه في برلين".
واستدرك "لذلك أولي أهمية كبيرة ليوم الأحد، وكذلك الاثنين والثلاثاء والأربعاء.. وآمل أن يلتزموا بتعهداتهم وإلا فإننا سنتابع الأمر".
في مقابل ذلك، قال وزير الخارجية اليوناني، اليوم الجمعة، بعد لقائه خليفة حفتر في أثينا، إن اليونان شجعته على أن يكون بناء في مؤتمر برلين حول ليبيا. ونقلت وكالة "رويترز" عن الوزير اليوناني، نيكوس ديندياس، قوله بعد الاجتماع "شجعنا القائد على المشاركة بروح بناءة في عملية برلين، ومحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار واستعادة السلام في ليبيا".
وأضاف أنه كان ينبغي أن تشارك اليونان في مؤتمر برلين بشأن ليبيا.