كان من المفترض أن تشهد باريس، اليوم الأحد، تظاهرة من ساحة شاتليه إلى السفارة الأميركية في باريس، عند الساعة الثالثة بعد الظهر، للتنديد بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وبالمواقف الأميركية عموما من القضية الفلسطينية.
ولكن السلطات الفرنسية كان لها موقف آخر، فبعد أن وافقت، في البداية، على التظاهرة، عادت وتراجعت، واقترحت مسارا آخر، قبله المنظّمون، رغبة منهم بإنجاح المسيرة، ثم عادت السلطات الفرنسية (ولاية الأمن) لاقتراح مسار آخر، رفضه المنظّمون، هذه المرة، لأنه "يقود التظاهرة عبر أزقة غير مأهولة"، بحسب ما أفاد أحد المنظمين، مضيفاً "لهذا قررنا أن نحول التظاهرة إلى تجمّع في ساحة شاتليه".
وقد أغضب قرار الداخلية الفرنسية جموع الحاضرين، إذ اعتبروه، دليلا على تواطؤ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع المواقف الإسرائيلية.
وخلال التجمع في ساحة شاتليه، ردد المشاركون شعارات تؤكد التمسك بالقدس، وإدانتهم للمواقف العربية المتخاذلة، ومن بينها "كلّنا فلسطينيون"، و"القدس عاصمة فلسطين"، "ترامب قاتل ومحمد بن سلمان متواطئ"، "نتنياهو قاتل وبن سلمان متواطئ".
كما أكد العديد من المناضلين والفاعلين، في كلماتهم أن القدس لا يمكن أن تكون عاصمة موحدة لدولة إسرائيل، وناشدوا السلطات الفرنسية الاعتراف بالدولة الفلسطينية. كما دانوا الهمجية الإسرائيلية، التي تجرأت على تصفية شاب فلسطيني بُترت ساقاه في اعتداء إسرائيلي سابق.
وطالبت إحدى المشاركات في التجمع، من الرئيس الفلسطيني محمود عباس سحب اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل، وأيضا الانسحاب من كل الاتفاقيات مع إسرائيل.
كما نشر "التجمع الوطني من أجل سلام عادل ومستدام بين الفلسطينيين والإسرائيليين" (الذي يضم عشرات من الجمعيات والأحزاب السياسية) بياناً اعتبر فيه أن ترامب "ذهب إلى نهاية مساره، المستوحى من التيارات الأكثر رجعية من داعميه، ومن هوسه ببناء محور جديد معاد لإيران، فاعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل".
واعتبر البيان أن الرئيس الأميركي بقراره "يدعم سياسة الحكومة الإسرائيلية، التي تواصل الاستيطان والضمّ وحصار غزة، والتي تسجن، حتى من دون الإعلان عن المبررات، أحيانا، وتطبق الأبارتهايد في حدودها، وتنظم تهجير السكان في الأراضي المحتلة".
وطالب البيان أيضا من الحكومة الفرنسية ألا تردد، بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية، وأن تشدد على رفع حصار غزة، وتفرض عقوبات ضد دولة إسرائيل، وحظر التجارة لكل منتوج يأتي من المستوطنات، بالإضافة إلى المطالبة بسحب كل الشركات الفرنسية المنخرطة في الاستيطان، وخاصة، تلك المنخرطة في المواصلات في القدس (إيجيس وألستوم..)".