أحرزت قوات المعارضة السورية تقدماً على قوات النظام والمليشيات التابعة له في محيط إدارة المركبات ومدينة حرستا، في الغوطة الشرقية، وذلك بعد عام كامل من انعقاد محادثات أستانة التي وضعت الغوطة الشرقية ضمن مناطق خفض التوتر منذ نهاية يوليو/تموز الماضي، شريطة إخراج عناصر "النصرة" أو قتالهم.
وكانت وسائل إعلام روسية، ومصادر موالية للنظام، قد زعمت أن المعارضة في الغوطة الشرقية حصلت على سلاح نوعي مكنها من التقدم في معركة إدارة المركبات، إلا أن مصدراً عسكرياً في الغوطة الشرقية نفى ذلك في حديث مع "العربي الجديد".
وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه بسبب توجيهات صارمة من غرفة العمليات بعدم التصريح لوكالات الأنباء في الوقت الحالي حفاظا على سلامة مجريات المعركة، إنّ الأنباء التي تتحدث عن تلقي المعارضة سلاحاً نوعياً "كاذبة جملة وتفصيلاً".
وشدد المصدر على أن الغوطة محاصرة من كافة الجهات، ولا يمكن إدخال السلاح إليها، والمعارضة اعتمدت في هجومها على السلاح المتوفر وهو السلاح العادي الذي تملكه كافة الفصائل، واعتمدت على مبدأ المباغتة والالتفاف على مواقع النظام والاقتحام من الخلف، فهم أهل الأرض وأدرى بها، كما أن ضعف عقيدة قوات النظام وفرار معظم أفرادها أمام تقدم مقاتلي المعارضة، كان لهما دور كبير في تراجع النظام وفق المصدر.
وأشار المصدر إلى أن "عدم التزام قوات النظام باتفاق خفض التوتر، واستمرارها بالتذرّع بوجود إرهابيين لقتل وحصار المدنيين في الغوطة، دفعنا إلى الهجوم على أكبر ثكناتها، ولم نقم بالهجوم سابقاً لأن النظام يستغل أي حركة عسكرية، لارتكاب المجازر بحق المدنيين في الغوطة."
وسيطرت قوات المعارضة المنضوية في غرفة عمليات، منذ بداية المرحلة الثانية من المعركة في الأول من كانون الثاني/يناير الجاري، على حي العجمي ومنطقة الحدائق ومنطقة مسجد العجمي وأفران العجمي ومستشفى البر في مدينة حرستا، كما سيطرت على الطريق الواصل بين حرستا وعربين، فيما تمكنت قوات المعارضة عبر ذلك التقدم من حصار قوات النظام في مبنى إدارة المركبات وإدارة رحبة الدبابات ومبنى المعهد الفني في ثكنة إدارة المركبات بشكل كامل، وهي أكبر ثكنات النظام في الغوطة.
كما سيطرت أيضاً على حي الجسرين وكراج الحجز في مدينة حرستا، وتقدمت إلى محور فرع الأمن الجنائي، كما تقدمت إلى محيط مبنى المحافظة وسط تراجع كبير وتكبد خسائر بشرية جسيمة لقوات النظام التي لجأت إلى اتباع استراتيجية استخدام خراطيم متفجرة، إلا أنها لم تحل دون تقدم عناصر المعارضة، فدفع ذلك بالطائرات الروسية إلى التدخل مباشرة وتكثيف القصف الجوي.
ويذكر أن المعارضة تحاصر عناصر قوات النظام، ومن بينهم ضباط برتب عالية في إدارة المركبات، فيما تقوم الأخيرة بحشد قواتها في نقطة الأمن الجنائي، لشن هجوم معاكس.
وكانت المعارضة السورية قد أعلنت، اليوم، عن صد محاولة تقدم من قوات النظام في ريف حلب الغربي، شمال البلاد، في وقت تحدثت مصادر مقربة من النظام عن سحب قوات من حلب باتجاه الغوطة.
وقال فصيل "فيلق الشام" التابع لـ"الجيش السوري الحر"، في بيان له، إنه تصدى لهجوم من قوات النظام السوري على محور الراشدين، غربي مدينة حلب، مضيفاً "تم تكبيدهم خسائر بالأرواح والمعدات".
وتشهد المحاور الغربية في منطقة الراشدين، محاولات تقدم متكررة من قبل قوات النظام والمليشيات المساندة لها على حساب المعارضة المسلحة.
وقالت مصادر إعلامية مقربة من النظام السوري إن الأخير نقل مجموعة مما يسمى "الحرس الجمهوري"، بقيادة العقيد الركن مدين عباد، من جبهات مدينة حلب إلى حرستا في الغوطة الشرقية، وذلك بهدف صد التقدم الذي أحرزته فصائل المعارضة هناك.
واستحضرت قوات النظام، أمس، مجموعات من "الحرس الجمهوري" و"القوات الخاصة" و"الفرقة التاسعة" و"الفرقة الثالثة" و"الفرقة الرابعة" التابعة لها إلى جبهات فرع الأمن الجنائي في حرستا، وذلك بعد وصول مقاتلي المعارضة إلى أطرافه.
وشن الطيران الحربي التابع للنظام، منذ صباح اليوم، خمس غارات على مدينة حرستا ومحيطها موقعا أضراراً مادية، بالتزامن مع اشتباكات متقطعة على محور إدارة المركبات.