حذّر قائد هيئة الأركان في القوات المسلحة الإيرانية، محمد باقري، اليوم الخميس، الولايات المتحدة الأميركية من تبعات منع بلاده من تصدير نفطها عبر مضيق هرمز، قائلا إن "ثمن ذلك سيكون باهظا".
وفي تصريحات صحافية، على هامش مؤتمر قادة القوات البحرية التابعة للحرس الثوري، والذي استضافته مشهد شمال شرقي إيران، أضاف باقري أن "منع طهران من تصدير نفطها يعني أن كل صادرات النفط لجميع الأطراف عبر المضيق ذاته ستتوقف، فلن يخرج النفط من المنطقة التي ستعاني من التوتر وستفقد الأمن والاستقرار".
وذكر باقري أن "الجيش الأميركي، ومن معه من القوات الأجنبية الحاضرة في الشرق الأوسط، يعلمان جيدا أن أي خطأ صغير يرتكبانه في المنطقة يعني دفع ثمن غالٍ بالنتيجة"، مشيرا إلى "أن أعداء إيران سيدفعون هذا الثمن عمليا، ولن يصلوا إلى أهدافهم"، بحسب تعبيره.
وأكد أن "القوات المسلحة ترصد عن كثب كل التحركات الأميركية في منطقة المياه الخليجية"، مجددا تهديده بالقول إن "ارتكابها أي عمل يخالف القوانين الدولية سيقابل بتنبيه وبردّ فعل".
وكان قائد هيئة الأركان في القوات المسلحة الإيرانية قد قال، أمس الأربعاء، في المؤتمر الحادي والعشرين لقادة وعسكريي البحرية التابعة للحرس، إنه على الجميع الالتزام بالقوانين الدولية، وإن هذه القوات ستواجه كل من يتجاوزها، معتبرا أن الدول المعادية لإيران تضطرب وتخاف حتى قبل دخولها إلى منطقة مضيق هرمز، واصفا القوات الأجنبية في المياه الخليجية بـ"غير المرغوب فيها".
وعقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في مايو/أيار الماضي، أعلنت الإدارة الأميركية أنها تريد تصفير صادرات النفط الإيرانية، كما تنتظر طهران وصول الحزمة الثانية من عقوبات واشنطن إليها في نوفمبر/تشرين الثاني، وهي التي ستستهدف القطاع النفطي وتعاملاتها المالية والمصرفية.
وحذّر الرئيس الإيراني حسن روحاني سابقا من تبعات منع تصدير النفط، قائلا إنه "إذا منعت إيران من تصدير نفطها عبر هرمز فلن تكون أي دولة قادرة على ذلك في المكان ذاته"، وهو ما قُرئ كتهديد واضح وصريح بإغلاقه من قبل إيران، وهو الذي تعبر منه كميات كبيرة من مصادر الطاقة العالمية إلى جانب كونه بوابة عبور نفط وغاز الدول الخليجية، ما سيلحق ضررا اقتصاديا بالكثير من الأطراف.
في السياق، كان رئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية، حشمت الله فلاحت بيشه، قد أوضح لـ"العربي الجديد" سابقا أن المقصود من كلام روحاني ليس التهديد بلهجة حادة، وإنما أراد الرئيس القول إن "منع طهران من تصدير النفط من شأنه خلق حالة توتر وعدم استقرار في المنطقة، وهو ما سيؤثر سلبا في ناقلات النفط التي تعبر من المضيق".