وتعتبر القمة، الاجتماع الثالث على هذا المستوى، بين رؤساء الدول الثلاث الضامنة لـ"مسار أستانة"، بعد قمتين عُقدتا في سوتشي جنوبي روسيا، والعاصمة التركية أنقرة.
وقبيل القمة الثلاثية، عقد أردوغان، وروحاني، اجتماعاً ثنائياً، في مقر انعقاد القمة بالعاصمة الإيرانية، بشكل مغلق عن الإعلام.
وفي وقت سابق من ظهر اليوم، التقى وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، مع نظيره الإيراني جواد ظريف، للمرة الثانية خلال يومين، في إطار التحضيرات للقمة، دون السماح لوسائل الإعلام بتغطية اللقاء.
وبدوره، وصل بوتين، إلى العاصمة طهران، للمشاركة في القمة، وكان في استقباله في مطار مهرباد الدولي وزير الطاقة رضا اردكانيان، وينتظر أن يلتقي مع روحاني أيضاً في لقاء ثنائي.
ومن المفترض أن يلتقي الرئيسان التركي والروسي بالمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وهو السبب الذي استدعى نقل مكان انعقاد القمة، من مدينة تبريز إلى العاصمة طهران.
وفي السياق، قال المساعد الخاص لوزير الخارجية الإيراني، وممثل طهران في اجتماعات أستانة حسين جابري أنصاري، إنّ قمة طهران "استثنائية وهامة"، موضحاً أنّ "القمة ستنتهي بإصدار بيان مشترك تم تجهيزه بعد عقد اجتماعات عدة بين ممثلين عن الدول الثلاث، وسينشر بعد القمة بحال موافقة الرؤساء عليه".
وأوضح أنصاري، في حوار مع التلفزيون المحلي الإيراني، أنّ "البيان يشمل عدة عناوين؛ منها ما يرتبط بعودة اللاجئين السوريين وبملف المعتقلين والمفقودين"، مؤكداً تشكيل لجنة خاصة تُعرف باسم لجنة التبادل، ستتابع هذا الموضوع".
ورأى أنّ "توقيت القمة الذي يتزامن وسياسات أميركية أحادية الجانب تفرض عقوبات على الأطراف الثلاثة، يؤشر لأهميتها".
وذكر أنصاري أنّ "الاجتماعات السابقة بين طهران وأنقرة وموسكو، أنتجت مناطق (خفض التصعيد)، لكن هذا لا يعني توقف الحرب على الإرهاب"، مضيفاً أنّ "إدلب ما تزال المنطقة الوحيدة الخارجة عن سيطرة حكومة دمشق، لذا سيسعى الأطراف الثلاثة للتوصل لاتفاق ينهي هذا الوضع".
وتابع أنّ "(جبهة النصرة) ما تزال حاضرة في إدلب، وهي تنظيم إرهابي باعتراف المجتمع الدولي، لذا سنحاول في قمة طهران معرفة المصير الذي سيحلّ بالإرهابيين"، مشدداً على "ضرورة عدم تقسيم سورية أو قبول سيناريو أن تظل إدلب غير خاضعة لحكومة دمشق"، على حد قوله.
وأشار أنصاري إلى أنّ "هناك خلاف مع الجانب التركي يتعلّق برغبة أنقرة بتأخير اتخاذ خطوات عسكرية ضد إدلب، والتركيز أكثر على التوصّل لخطة عمل سياسية تخص مستقبل سورية"، معرباً عن اعتقاده بأنّ "تركيا وإيران ستواجهان تحدياً في هذه القمة، إذ تريدان التوصّل لحل دون خسائر كبرى، ودون التسبب بتقسيم سورية".
وفي تصريح لافت، أكد أنصاري أنّ طهران تريد الفصل بين من وصفهم بـ"العناصر المرتبطة بتنظيمات إرهابية" والمدنيين في إدلب الذين يصل عددهم لثلاثة ملايين، وقال إنّ "مسألة تلك المنطقة يجب أن تحل دون خسائر فادحة، وأي حل سيعلن عنه يجب أن يراعي هذا البعد الإنساني".
وأضاف أنّ "مصير القوات والعناصر المسلحة الموجودة هناك، والوجهة التي يجب أن يخرجوا إليها تزيد المسألة تعقيداً"، معتبراً أنّ "الحل السياسي هو الذي سيفضي بالنتيجة لإنهاء الأزمة السورية، واجتماعات أستانة تصب لصالح هذا السياق"، كما قال.
وأكد أنصاري رفض طهران التام لاستخدام السلاح الكيميائي في إدلب، واصفاً ذلك بـ"الخط الأحمر"، متهماً الغرب والولايات المتحدة الأميركية بأنّهم "يستغلون هذا الملف في حرب نفسية ترمي لتأخير سيطرة حكومة دمشق على كامل الأراضي السورية، وتحقيق مصالح هذه الأطراف".
وفيما يخص ملف إعادة الإعمار، أوضح أنصاري أنّ "ذلك يتعلّق بمستقبل سورية ما بعد تحقق استقرارها السياسي"، مشيراً إلى زيارة وزير الخارجية محمد جواد ظريف إلى دمشق، مؤخراً، والتي بحث فيها دور إيران في هذا الملف.
وقال "لا نسعى لفتح جمعية خيرية، لكننا نريد أن تستفيد الشركات الإيرانية من فرصة اقتصادية في ظروف ما بعد الحرب"، مبدياً استعداد بلاده لتصدير الخدمات الهندسية والتقنية والبضائع لسورية.
وتتزامن القمة، مع زيارة رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني إلى روسيا، للمشاركة في اجتماع لجنة التعاون بين البرلمان الإيراني والدوما الروسي، وتشديده على أهمية "استمرار التعاون الإيراني الروسي على كافة المستويات".