وأشارت الصحيفة البريطانية، في تقرير، إلى أنّ الشرطة، رفعت من مستوى تحقيقاتها، الأسبوع الماضي، في الحادث بعد أن اعترفت السعودية بالتورط في مقتل الصحافي والكاتب السعودي المعارض جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده بإسطنبول في تركيا.
وأوضحت "صنداي تايمز"، أنّ الشرطة البريطانية لم تبدِ، في البداية، اهتماماً كبيراً بالاعتداء الذي وقع في 31 أغسطس/آب الماضي، مشيرة إلى أنّ طاقم الإسعاف الذي أسعف الدوسري بعد الاعتداء، قام بأخذه إلى مركز شرطة قريب، حيث سُمح له، بعد انتظار عدة ساعات، بالإدلاء ببيان إفادة.
وقال الدوسري إنّ الشرطة، استدعته، الأسبوع الماضي، للحصول على تصريح ثانٍ في مقابلة استمرت قرابة ثلاث ساعات.
وقال: "أعتقد أنّهم يأخذون الأمر بجدية الآن بعد جمال خاشقجي".
— غانم الدوسري (@GhanemAlmasarir) October 28, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— غانم الدوسري (@GhanemAlmasarir) October 28, 2018
|
وقد تم نشر لقطات مصورة على حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مرتبطة بالحكومة السعودية، تظهر الاعتداء الذي تعرّض له الدوسري بعد لحظات من وقوعه.
وقال الدوسري إنّ الرجلين لاحقاه وصديقه آلان بندر، من مقهى حيث كانا يشربان القهوة، وقاما بهاجمتهما في شارع "برومتون" مقابل متاجر "هارودز" في لندن.
وتابع: "جاءا من خلفنا وتقدّما إليّ قائلين من أنت كي تتحدّث عن العائلة المالكة السعودية"، مشيراً إلى أنّ المعتديين وجّها إليه لكمات ثلاث مرات.
وللدوسري قناة على موقع "يوتيوب" تسخر من النظام السعودي، ولديه عدد كبير من المتابعين في الشرق الأوسط، وقد تلقى، سابقاً، تهديدات بالقتل، بما في ذلك مكالمة هاتفية قام بتسجيلها ونشرها.
وقال الناشط، الذي يملك إقامة "لاجئ" في المملكة المتحدة، إنّها المرة الأولى التي يتعرّض فيها لاعتداء جسدي على خلفية مقاطع فيديو قام بنشرها.
وعلّق وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، الأسبوع الماضي، أمام مجلس العموم، على الاعتداء على الدوسري، وقال رداً على سؤال بخصوص الواقعة: "نحن ندرك وجود نمط من الأخطاء هنا، ونحن قلقون للغاية بشأنه".
ويظهر الفيلم أحد الرجلين مرتدياً بنطلون جينز وقميصاً، يوجّه للدوسري ضربات على وجهه، بينما كان متسوقون يمرّون في المكان، في حين حاول العضو الثاني في الفريق المعتدي، ويرتدي بدلة وما يبدو أنّها سماعة سلكية، مهاجمة الدوسري بينما تم منعه من قبل المارة.
محاولة رشوة شاهد على الاعتداء
وقال صديق الدوسري، آلان بندر، وهو رجل أعمال كندي، إنّ الرجُلَيْن اتّهما الدوسري بأنّه عدوّ للسعودية، وهدّداه "بتلقينه درساً". وأضاف: "أخبرتهما بأنّ هذه لندن وليس الرياض، فردّ أحدهما: تباً للندن، ملكتهم عبدتنا ورجال شرطتهم كلابنا".
ويعتقد الدوسري أنّ الرجلين كليهما كانا سعوديين، وعادا إلى البلاد بعد ذلك.
وذكر تقرير خدمة الإسعاف في لندن، الذي اطلعت عليه صحيفة "صنداي تايمز" أنّ الدوسري عولج في مكان الحادث، بعد تعرّضه لإصابة في الوجه وتورم في العين.
وقال بندر إنّه بينما كان ينتظر خارج مركز الإسعاف حيث كان الدوسري يعالج، اقترب منه رجل زعم أنّه يتصرّف بإمرة النظام السعودي، وعرض عليه المال مقابل رفض الإدلاء بشهادة عن واقعة الاعتداء.
وتابع "قال لي الرجل إنّه كان يعمل لحساب MBS (محمد بن سلمان) وقال إنّ أموالهم سوف تتدفق في جيبي مثل الأرز إذا كنت راغباً في أن أصبح صديقاً لـMBS وألا أقف في صفّ غانم، وألا أكون شاهداً على الاعتداء".
وكشف بندر هوية الرجل لصحيفة "صنداي تايمز"، التي أشارت إلى تعذّر الوصول إلى هذا الشخص، لأخذ تعليق منه، الليلة الماضية، وهو تاجر تصدير سعودي في المملكة المتحدة، ومؤيد قوي للنظام السعودي.
وذكر بندر أنّ الرجل أخبره بأنّ تواجده في المكان أنقذ الدوسري من هجوم أكثر خطورة، مضيفاً أنّ الرجل قال له "سيد آلان، خذها مني، وأنا أتحدث نيابة عن صاحب السمو الملكي، إنّ الشرطة لن تأتي. يمكننا ترتيب أي شيء، هذه لندن، إنّها ملك لنا".
ولفت بندر إلى أنّ الدوسري، قام الأسبوع الماضي، "بمقابلتين منفصلتين، واحدة مع الشرطة المحلية والأخرى مع سكوتلاند يارد. ما أفهمه هو أنّ الشرطة طمأنته بأنّهم لن يستريحوا حتى يتم توجيه اتهامات" في القضية.
ونشر الدوسري شريط فيديو خاص به يوثق الاعتداء، لكن الصور الأولى التي ظهرت على حسابات موالية للنظام السعودي على وسائل التواصل الاجتماعي، جاءت تحت وسوم: "هذه هي الطريقة التي نتعامل بها مع الكلاب"، و"حتى في لندن لا يمكنك أن تكون غير قابل للمس".
وقال متحدث باسم الشرطة، لـ"صنداي تايمز"، إنّه "لم تُنفّذ بعد اعتقالات، هناك تحقيقات جارية" في قضية الاعتداء على الدوسري.
يُذكر أنّ الدوسري كان قد فرّ من المملكة العربية السعودية في عام 2003، بسبب آرائه السياسية وطلب اللجوء في المملكة المتحدة، حيث درس وعمل في جامعة بورتسماوث قبل أن ينتقل إلى لندن.
وتمت مشاهدة مقاطع فيديو الدوسري على يوتيوب أكثر من 200 مليون مرة على قناته "غانم شو". وهو أطلق على بن سلمان لقب "الدب الداشر".