وجّه معلق إسرائيلي بارز انتقادات لاذعة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لعدم تحرّكه لإخماد بؤر التصعيد مع الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتي تهدد بانفجار مواجهة شاملة.
وقال المعلق في صحيفة "معاريف" والنسخة العبرية لموقع "المونتور"، بن كاسبيت، إنه لو كانت الأوضاع طبيعية لسارع نتنياهو إلى دعوة المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن، لمناقشة السبل الكفيلة بمنع انفجار مواجهة جديدة في الساحة الفلسطينية.
وأضاف، في مقال نشره "المونتور"، اليوم الخميس، أن نتنياهو الذي "يخوض حاليا معركة حياته في أعقاب القرار بتقديم لوائح اتهامات ضده في قضايا الفساد، معني فقط بضمان تأييد اليمين، ولا يبدي أي اهتمام لإخماد الحرائق المشتعلة".
ولفت كاسبيت، الأنظار، إلى أن اللامبالاة التي يبديها نتنياهو إزاء خطورة الأوضاع تأتي في ظل إجماع داخل الجيش والأجهزة الأمنية ومحافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب، على أن إسرائيل تواجه حاليا خطر انفجار مواجهة جديدة في الضفة الغربية وقطاع غزة، مشيرا إلى أن وتيرة تصاعد الأحداث تتعاظم مع مرور الوقت.
واستهجن أن يتجاهل نتنياهو التحذيرات التي يطلقها قادة الجيش ورؤساء الأجهزة الاستخبارية من خطورة انفجار مواجهة قد تودي بحياة عدد كبير من الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأوضح أن نتنياهو يرى أن إقدامه على أي سلوك تجاه الفلسطينيين يعكس مظهرا من مظاهر "الاعتدال"، سيمنح خصومه في اليمين، لا سيما وزير التعليم نفتالي بينيت، وزعيم حزب "يسرائيل بيتينو" أفيغدور ليبرمان، المسوغات لمهاجمته؛ منوها إلى أن نتنياهو يأمل أن تنفجر الأوضاع بعد إجراء الانتخابات.
ولفت إلى أن انفجار مواجهة مع حماس في قطاع غزة يتعاظم، في ظل استئناف إطلاق البالونات الحارقة، وردود جيش الاحتلال عليها، عبر القيام بغارات جوية، ومن خلال القصف المدفعي الذي يستهدف مواقع الجناح العسكري لحركة حماس، على طول الحدود، وفي عمق القطاع.
وحذّر من أن قرار السلطة الفلسطينية، عدم استلام عوائد الضرائب التي تجبيها إسرائيل لصالحها، بعد قرار الحكومة الإسرائيلية اقتطاع قيمة الرواتب التي تدفعها السلطة لعائلات الأسرى والشهداء والجرحى، قد يوفر بيئة تساعد على انفجار الأوضاع في الضفة الغربية.
ولفت إلى أن ما يفاقم الأمور أن الولايات المتحدة أوقفت دعمها المالي للأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، مما قد يفضي في النهاية إلى المسّ بقبول قيادة السلطة مواصلة العمل على تهدئة الأمور في الضفة.
وحسب كاسبيت، فإن ما يفاقم الأمور أن محكمة الاحتلال المركزية في القدس المحتلة قد أصدرت، مطلع الأسبوع، أمرا بإغلاق مصلى "باب الرحمة"، أحد مصليات المسجد الأقصى، وعدم السماح للمسلمين بالصلاة فيه.
وشدد على أن نتنياهو غير معنيّ، في الوقت الحالي، بالتراجع وإبداء مرونة في كل ما يتعلق بالمسجد الأقصى والقدس، بسبب حساسية الأمر لقوى اليمين التي تبدي تصميما على عدم الاستماع إلى أية صيغة لاحتواء الموقف، لأنها تفسر ذلك على أنه تنازل للعرب.
ولفت إلى أن قرار وزير الأمن الداخلي "الليكودي"، جلعاد أردان، بوضع أجهزة للتشويش على استقبال الهواتف النقالة في سجون الاحتلال التي تضم آلاف الأسرى الفلسطينيين بهدف منعهم من استخدامها، أفضى بالفعل إلى ردة فعل غاضبة في أوساط الأسرى، ويهدد بتعاظم فرص الانفجار.
وشدد كاسبيت على أن نتنياهو يتجاهل حقيقة أن التقدير الاستخباري الذي أصدره الجيش للعام 2019 أشار إلى تعاظم فرص اندلاع مواجهة مع الفلسطينيين خلال هذا العام، مشيرا إلى أن المستوى السياسي الإسرائيلي لم يعمد إلى اتخاذ أية خطة لاحتواء الموقف ومحاولة منع تحقق هذا السيناريو.
وأعاد إلى الأذهان ما قاله رئيس الأركان السابق، غادي إيزنكوت، من أن تبعات انفجار مواجهة مع الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، تعد أكثر خطورة من تبعات انفجار مواجهة على أي ساحة من الساحات الأخرى.
وينقل كاسبيت عن إيزنكوت قوله: "بخلاف المواجهات على الساحات الأخرى، فإن أية مواجهة مع الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة قد تستغرق سنين، كما حدث في الانتفاضة الأولى وانتقاضة الأقصى".