كشفت مصادر سياسية مصرية لـ"العربي الجديد" عن أن قضية مقتل الباحث الإيطالي، جوليو ريجيني، الذي عثر على جثمانه مطلع فبراير/شباط الماضي، في منطقة صحراوية في مدينة السادس من أكتوبر شبه عارية، وعليها آثار تعذيب، ستشهد تطوراً كبيراً خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأكدت المصادر أن القاهرة بصدد الإعلان قريباً عن إحدى الشخصيات الأمنية المتورطة في الحادث، وتقديمها للمحاكمة لإغلاق هذا الملف، الذي تسبب في أزمة كبيرة للنظام الحالي على صعيد العلاقات مع العديد من الدول الأوروبية، وفق المصادر التي أضافت أن عدداً من زعماء الدول رفضوا عقد لقاءات ثنائية مع رئيس النظام المصري، عبدالفتاح السيسي، خلال مشاركته في اجتماعات قمة العشرين في الصين مطلع الشهر الجاري.
وأشارت المصادر، المقربة من دوائر صناعة القرار المصري، إلى أن المستشار الألمانية، أنجيلا ميركل، طالبت السيسي بشكل واضح، على هامش قمة العشرين، بالكشف عن قتلة ريجيني في أقرب وقت، مؤكدة أنه لا عودة للعلاقات الطبيعية بين القاهرة والعواصم الأوروبية المختلفة قبل تقديم قتلة ريجيني إلى المحاكمة وحصولهم على الجزاء المناسب لفعلتهم.
وكانت الأيام القليلة الماضية قد شهدت تطوراً مفاجئاً، بإصدار النائب العام المصري، نبيل صادق، بياناً عقب اجتماعه مع المدعي العام الإيطالي في العاصمة روما، أوضح خلاله أن رئيس نقابة الباعة المتجولين المستقلة في مصر هو من أبلغ الشرطة عن ريجيني، وذلك قبل أسابيع من اختفائه والعثور على جثته وعليها آثار تعذيب. وأكد النائب العام المصري، في البيان، أن شرطة القاهرة تلقت في 7 يناير/كانون الثاني الماضي بلاغاً من رئيس تلك النقابة، موضحاً أن الشرطة أجرت بعدها تحريات حول أنشطته استمرت لمدة ثلاثة أيام أسفرت نتائجها عن أن تلك الأنشطة ليست محل اهتمام للأمن القومي وبناء عليه أوقفت تحرياتها.
وأكد النائب العام الإيطالي موافقته ووالدي ريجيني على عقد لقاء في روما في وقت لاحق، لينقل لهما تعهد النيابة المصرية بالاستمرار في التحقيق لكشف مرتكب هذه الجريمة وتقديمه إلى المحاكمة.
وتشدد المصادر في تصريحاتها لـ"العربي الجديد" على أنه من المتوقع أن يقدم النظام المصري أحد قيادات الشرطة في محافظة الجيزة إلى المحاكمة قريباً، بتهمة التورط في تعذيب وقتل الباحث الإيطالي. وتجدر الإشارة إلى أن اسم رئيس مباحث الجيزة اللواء، خالد شلبي، تردد بقوة خلال التحقيقات بشأن مسؤوليته عن الحادث.