تعدّدت النظريات والفرضيات، التي اجتهدت في تحليل أسباب سقوط الطائرة الروسية في مصر في 31 أكتوبر/تشرين الأول، حين كانت عائدة من منتجع شرم الشيخ المصري باتجاه سان بطرسبرغ الروسية، وعلى متنها 217 راكباً مع سبعة من أفراد الطاقم. التقديرات الأولية رجّحت فرضية "العمل الإرهابي"، لا سيما بعد تبنّي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) العملية، إذ ذكر حينها في بيانٍ أنه "تمّ تفجير عبوة ناسفة بالطائرة بعد تهريبها إلى الداخل". وأدى الانفجار وقتها إلى انشطار جسم الطائرة الى نصفين، وسقوطها فوق شبه جزيرة سيناء. وأشارت بيانات التنظيم إلى أن "العملية تأتي رداً على التدخل الروسي في سورية".
سياسياً، ذهبت أراء المراقبين إلى قراءة ما وراء الحدث، بحثاً عن تداعيات سقوط الطائرة الروسية على التدخل الروسي في سورية، وكيفية توظيف الرئيس فلاديمير بوتين للكارثة، بغرض دعم تدخله في سورية من "أجل محاربة الإرهاب" وفقاً لقوله. وقد رجّح مراقبون اتخاذ بوتين من كارثة الطائرة فرصة، أو ذريعة، لتحقيق مكاسب سياسية. واعتُبرت الكارثة بمثابة "فرصة لفك العزلة الدولية التي فُرضت على موسكو بعد احتلالها شبه جزيرة القرم (مارس/آذار 2014) وتدخلها في الشأن الداخلي الأوكراني".
وما عزّز هذه الفرضيات، مسارعة بعض زعماء العالم للاتصال بالرئيس الروسي، فور سماع خبر سقوط الطائرة، للتعبير عن تضامنهم، كما فعل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي أكد أن الشعب البريطاني "يشاطر الشعب الروسي الألم والحزن". وعرض كاميرون على بوتين أيضاً "مساعدة روسيا في تعقب الجناة".
كما رحّب بوتين بتضامن القوى العالمية الأخرى، بما في ذلك فرنسا وألمانيا والصين، ووجد في الكارثة فرصة لتوحيد الرأي العام الداخلي، الذي انقسم بشأن التدخل الروسي في سورية، ثم ما لبث أن عاد واتّحد خلف بوتين، الذي أقسم على "الانتقام من دون رحمة من داعش". ثم إن حادثة الطائرة قد تكون ذريعة مناسبة لتصعيد التدخل العسكري في سورية بحجة الانتقام من "داعش" الذي استهدف المواطنين الروس.
اقرأ أيضاً: مصر تستعين بشركة عالمية لمراجعة إجراءات الأمن بمطاراتها
وليس بعيداً عن هذه القراءات، لكن استناداً الى ما يعتبره "معلومات مثيرة"، يُبدي العميل السابق في الاستخبارات الروسية، بوريس كاربيشكوف، اعتقاده بأن "بوتين هو من أمر شخصياً بإسقاط الطائرة، لتحقيق مكاسب سياسية، تُخرجه من عزلته الدولية، بعد احتلال شبه جزيرة القرم والتدخل في أوكرانيا. كما يقدّم مبرراً للرأي العام الداخلي الضاغط وللعالم، ليوضح صحة تدخل روسيا في سورية لمحاربة داعش، وغيرها من التنظيمات التي تهدد الأمن العالمي".
وتنقل صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، في عددها الصادر أمس السبت، عن العميل السابق كاربيشكوف، الذي يعيش الآن بهوية جديدة مع زوجته وعائلته في مكان سري في إنجلترا، بعد فرارهم من روسيا خوفاً على حياتهم، ادّعاءاته بأن "الكرملين، وليس داعش، من فجّر الطائرة". ويقول العميل إن "بوتين أمر بإسقاط الطائرة، ليس فقط للحصول على التعاطف من جميع أنحاء العالم، بعد أن بوشرت معاملة روسيا كدولة منبوذة، بسبب عدوانها على أوكرانيا، ولكن أيضاً لكسب التأييد في حربه المزعومة على داعش، والتي يستخدمها كقاعدة للتغطية على هجماته ضد الجماعات المتمردة في سورية".
ومع أن الصحيفة التي تنقل مزاعم كاربيشكوف، لم تستبعد كذب العميل الفارّ الذي هرب إلى بريطانيا، بعد أن اختلف مع الاستخبارات الروسية وسُجن بتهم "التزوير والاختلاس"، إلا أنها لا تستبعد كذلك صدق روايته، التي تستند إلى رغبة بوتين بإيجاد مبرر للحصول على "موافقة دولية صامتة على الأقلّ، تجاه العمليات العسكرية التي ينفذها الطيران الروسي، ضد أعداء (الرئيس السوري بشار) الأسد، تحت غطاء الحرب على الإرهابيين المتهمين بتفجير طائرة ركاب روسية".
وتذكر الصحيفة أن "الرائد كاربيشكوف الذي تخرج من أكاديمية كا جي بي السوفييتية، في العاصمة البيلوروسية مينسك، خدم في الاستخبارات الروسية لأكثر من عشر سنوات. وكان مطلعاً على أسرار الكرملين على مستوى عال، ويُزعم أن عباقرة الاستخبارات الروسية حددوا خطة لبوتين، وأقرب مساعديه، لتفجير طائرة ركاب روسية، وإلقاء اللوم على المتشددين لتأجيج موجة كراهية دولية نحو داعش، وخلق حالة تعاطف دولي مع موسكو، مما يعني إطلاق يد الكرملين للتصرف عسكرياً في سورية من دون أي قيود أو تحفظات".
وفي تفاصيل عملية تفجير الطائرة في سيناء المصرية، تنقل صحيفة "ديلي ميل" عن العميل كاربيشكوف، قوله إن "أحد عملاء الاستخبارات الروسية، سافر إلى شرم الشيخ وانتحل شخصية مقاتل، جاء ليستريح في البحر الأحمر بعد أن خدم في أوكرانيا. وهناك تعرف إلى شابة روسية، وبدأت بينهما قصة حب. وعندما كانت الشابة تستعد للسفر إلى سانت بطرسبرغ، طلب منها العميل حمل هدية وتسليمها لوالديه في روسيا، لم تكن في الحقيقة إلا عبوة متفجرة لا تتوفر إلا للقوات الخاصة حصرياً".
ولا تستبعد الصحيفة البريطانية صحة رواية كاربيشكوف، لا سيما مع النظر إلى تاريخ بوتين، الذي سبق له استخدام هذا الأسلوب ضد شعبه لحشد التأييد. وفي عام 1999، اتُهم بالوقوف وراء تفجير مبانٍ سكنية في بويناكسك (4 سبتمبر/أيلول 1999)، وموسكو (13 سبتمبر) وفولغودونسك (16 سبتمبر)، مما أسفر عن مقتل 307 مدنيين، بينهم نساء وأطفال، وإصابة أكثر من 1700 شخص. وقد وجّه بوتين آنذاك الاتهام للمقاتلين في الشيشان، وشنّ هجوماً جوياً مدمراً عليهم. وكان الجاسوس السابق للاستخبارات الروسية، ألكسندر ليتفينينكو، الذي فرّ إلى بريطانيا، قد أكد قبل اغتياله في لندن في عام 2006، على يد اثنين من عملاء الاستخبارات الروسية، أن "تفجيرات الأبنية تمت بأوامر من الكرملين لكسب تأييد الرأي العام لحرب الشيشان".
اقرأ أيضاً: الإطاحة بقيادات "الأمن الوطني": الطائرة الروسية والفشل الأمني
سياسياً، ذهبت أراء المراقبين إلى قراءة ما وراء الحدث، بحثاً عن تداعيات سقوط الطائرة الروسية على التدخل الروسي في سورية، وكيفية توظيف الرئيس فلاديمير بوتين للكارثة، بغرض دعم تدخله في سورية من "أجل محاربة الإرهاب" وفقاً لقوله. وقد رجّح مراقبون اتخاذ بوتين من كارثة الطائرة فرصة، أو ذريعة، لتحقيق مكاسب سياسية. واعتُبرت الكارثة بمثابة "فرصة لفك العزلة الدولية التي فُرضت على موسكو بعد احتلالها شبه جزيرة القرم (مارس/آذار 2014) وتدخلها في الشأن الداخلي الأوكراني".
وما عزّز هذه الفرضيات، مسارعة بعض زعماء العالم للاتصال بالرئيس الروسي، فور سماع خبر سقوط الطائرة، للتعبير عن تضامنهم، كما فعل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي أكد أن الشعب البريطاني "يشاطر الشعب الروسي الألم والحزن". وعرض كاميرون على بوتين أيضاً "مساعدة روسيا في تعقب الجناة".
اقرأ أيضاً: مصر تستعين بشركة عالمية لمراجعة إجراءات الأمن بمطاراتها
وليس بعيداً عن هذه القراءات، لكن استناداً الى ما يعتبره "معلومات مثيرة"، يُبدي العميل السابق في الاستخبارات الروسية، بوريس كاربيشكوف، اعتقاده بأن "بوتين هو من أمر شخصياً بإسقاط الطائرة، لتحقيق مكاسب سياسية، تُخرجه من عزلته الدولية، بعد احتلال شبه جزيرة القرم والتدخل في أوكرانيا. كما يقدّم مبرراً للرأي العام الداخلي الضاغط وللعالم، ليوضح صحة تدخل روسيا في سورية لمحاربة داعش، وغيرها من التنظيمات التي تهدد الأمن العالمي".
وتنقل صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، في عددها الصادر أمس السبت، عن العميل السابق كاربيشكوف، الذي يعيش الآن بهوية جديدة مع زوجته وعائلته في مكان سري في إنجلترا، بعد فرارهم من روسيا خوفاً على حياتهم، ادّعاءاته بأن "الكرملين، وليس داعش، من فجّر الطائرة". ويقول العميل إن "بوتين أمر بإسقاط الطائرة، ليس فقط للحصول على التعاطف من جميع أنحاء العالم، بعد أن بوشرت معاملة روسيا كدولة منبوذة، بسبب عدوانها على أوكرانيا، ولكن أيضاً لكسب التأييد في حربه المزعومة على داعش، والتي يستخدمها كقاعدة للتغطية على هجماته ضد الجماعات المتمردة في سورية".
ومع أن الصحيفة التي تنقل مزاعم كاربيشكوف، لم تستبعد كذب العميل الفارّ الذي هرب إلى بريطانيا، بعد أن اختلف مع الاستخبارات الروسية وسُجن بتهم "التزوير والاختلاس"، إلا أنها لا تستبعد كذلك صدق روايته، التي تستند إلى رغبة بوتين بإيجاد مبرر للحصول على "موافقة دولية صامتة على الأقلّ، تجاه العمليات العسكرية التي ينفذها الطيران الروسي، ضد أعداء (الرئيس السوري بشار) الأسد، تحت غطاء الحرب على الإرهابيين المتهمين بتفجير طائرة ركاب روسية".
وفي تفاصيل عملية تفجير الطائرة في سيناء المصرية، تنقل صحيفة "ديلي ميل" عن العميل كاربيشكوف، قوله إن "أحد عملاء الاستخبارات الروسية، سافر إلى شرم الشيخ وانتحل شخصية مقاتل، جاء ليستريح في البحر الأحمر بعد أن خدم في أوكرانيا. وهناك تعرف إلى شابة روسية، وبدأت بينهما قصة حب. وعندما كانت الشابة تستعد للسفر إلى سانت بطرسبرغ، طلب منها العميل حمل هدية وتسليمها لوالديه في روسيا، لم تكن في الحقيقة إلا عبوة متفجرة لا تتوفر إلا للقوات الخاصة حصرياً".
ولا تستبعد الصحيفة البريطانية صحة رواية كاربيشكوف، لا سيما مع النظر إلى تاريخ بوتين، الذي سبق له استخدام هذا الأسلوب ضد شعبه لحشد التأييد. وفي عام 1999، اتُهم بالوقوف وراء تفجير مبانٍ سكنية في بويناكسك (4 سبتمبر/أيلول 1999)، وموسكو (13 سبتمبر) وفولغودونسك (16 سبتمبر)، مما أسفر عن مقتل 307 مدنيين، بينهم نساء وأطفال، وإصابة أكثر من 1700 شخص. وقد وجّه بوتين آنذاك الاتهام للمقاتلين في الشيشان، وشنّ هجوماً جوياً مدمراً عليهم. وكان الجاسوس السابق للاستخبارات الروسية، ألكسندر ليتفينينكو، الذي فرّ إلى بريطانيا، قد أكد قبل اغتياله في لندن في عام 2006، على يد اثنين من عملاء الاستخبارات الروسية، أن "تفجيرات الأبنية تمت بأوامر من الكرملين لكسب تأييد الرأي العام لحرب الشيشان".
اقرأ أيضاً: الإطاحة بقيادات "الأمن الوطني": الطائرة الروسية والفشل الأمني